للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الترك، فقالت له عائشة : "لو كان الحرجُ في الترك وأرِيْدَ نفيه كان: لا جناح ألا يَطَّوَّفَ، لكن الحرج كان في الفعل فقيل: (لا جناح أن يَطَّوَّف) واستفيد الوجوب من (ابدؤوا بما بدأ الله به) (١) ونحوه من الأدلة عَلَى الوجوب.

وقيل إن ابن الزبير أخذَ بظاهر الاستعمال، وإن السعي غيرُ واجب، ودققتْ عائشةُ النظر بأن نفيَ الجُناح يشمل الواجبَ والمباحَ والمندوبَ والمكروهَ، فلا يُستدل به على أحدها بعينه، بل ذلك لو قال: (ألا يطَّوَّف) فيكونُ فيه نفي الجناح عن تركه، فيختص بالحرام.

[استدراكها على جابر]

[الحديث الأول]

روى يعقوبُ بنُ سفيان الفسوي (٢): حدثنا محمدُ بن مصفَّى، قال: حدثنا


(١) أخرجه مسلم في الحج باب حجة النبي (٢٩٥٠) في حديث طويل عن جابر بن عبد الله ولفظه: أبدأ بما بدأ الله به. وبهذا اللفظ أخرجه الإمام أحمد في المسند" (١٥٢٤٣) وبلفظ: نبدأ (١٤٤٤٠) (١٥١٧٠)، وأبو داود (١٩٠٥)، وابن ماجه (٣٥٧٤) ومالك في الحج باب البدء بالصفا في السعي برقم (١٢٦) ص ٣٧٢، والبيهقي في "السنن" ١/ ٨٥، انظر تمام تخريجه في "المسند". أخرجه بلفظ المؤلف الإمام النسائي في الكبرى (٣٩٦٨) ولفظه فلما دنا من الصفا قال: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٥٨] ابدؤوا بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت.
(٢) هو الإمام الحافظ الحجة الرحَّال محدث إقليم فارس أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جُوَان الفارسي، من أهل مدينة فَسَاو يقال له: يعقوب بن أبي معاوية وله "تاريخ" كبير توفي سنة ٢٧٧ هـ، انظر لترجمته في "السير" ١٣/ (١٠٦).