للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحديث الثالث]

قال الحافظ أبو بكر البزار في "مسنده" (١): حَدَّثَنَا عمرو بنُ علي، حَدَّثَنَا أبو داود، قال: حَدَّثَنَا محمدُ بن أبي حُميد: قال حَدَّثَنَا عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه:

"أن عمر أتى عليه في السُّوق وهو يسوم بِمِرْطٍ فقال: "ما هذا يا عمرو؟ " قال: "مِرْطٌ أشتريه فأتصدقُ به" فقال له: فأنتَ أنتَ إذًا" ثم أتى عليه بعد، فقال: "يا عمرو ما صنع المِرْطُ؟ " قال: "تصدقتُ به" قال: "على مَنْ؟ " قال: "على رفيقة مُزَيْنَةٍ" (٢) قال: "أليسَ زعمتَ أنك تَصَدَّقُ به؟ " قال: "بلى، ولكني سمعت رسولَ الله يقول: ما أعطيتموهن مِن شيءٍ، فهو لكم صدقة". فقال عمر: "يا عمرو لا تكْذِبْ على رسول الله " فقال: والله لا أُفارِقُك حتَّى نأتي أُمّ المؤمنين عائشة" فقال يا عمرو: "لا تكْذِبْ على رسول الله " فاستأْذنوا على عائشةَ، فقال عمرو: "أنشدكِ الله أسمعتِ رسول الله يقول: "ما أعطيتموهن، فهو لكم صدقةٌ" فقالت:


(١) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ٣٢٤ وفي "كشف الأستار" (١٥٠٧).
(٢) كذا في (ب)، وفي (أ) مزنية، وفي النسخة المطبوعة رقيقة مزنية وهو خطأ. وفي مجمع الزوائد ٤/ ٣٢٤ - ٣٢٥: رفيقة مُرَيَّة، وفي مسند الطيالسي (١٣٦٤): على الرفيقة قال: ومن الرفيقة؟ قال: امرأتي. وفي رواية عند البيهقي ٤/ ١٧٨: فدفعه إلى أهله. والمُزَيْنَة: السحابة البيضاء ولعله شبه بذلك لبياضها. وعمرو بن أمية اشتراه وكساه امرأته سُخَيْلةَ بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، انظر صحيح ابن حبان (٤٢٣٧)، وأبو يعلى ١٢/ ٢٩٩، وانظر لتخريج الأحاديث في مسند أحمد (١٧٦١٧).