للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استدراكها على ابن مسعود]

روى أبو منصور البغدادي مِن جهة محمد بن عبيد الطَّنافسي قال: حدثنا الأعمش عن خيثمة.

عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة ، فقال مسروقُ: قال عبد الله بن مسعود: "من أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءَه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ الله لقاءَه" (١) فقالت عائشة: "يرحم الله أبا عبد الرحمن حدَّث بأول الحديث، ولم تسألوه عن آخره. إن الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيرًا، قيض له قبلَ موته بعام ملكًا يوفقه ويُسدده حتى يقولَ الناس: مات فلانٌ على خيرِ ما كان، فإذا حضر، ورأى ثوابه من الجنة تَهَوَّع بنفسه أو قال تَهَوَّعَتْ نفسُه، فذلك حين أحبَّ لقاء الله وأحبَّ الله لقاءَه. وإذا أراد اللهُ بعبدٍ سوءًا، قيَّض له قبلَ موته بعامٍ شيطانًا، فأفتنه حتى يقولَ الناسُ مات فلان أشرَّ ما كان، فإذا حضر، رأى ما نَزَل عليه من العذاب فبلغ (٢) نفسه، وذلك حين كَرِهَ لقاء الله (٣) وكره الله لقاءَه" (٤).


(١) تقدم مثله في استدراكها على أبي هُريرة في الحديث التاسع، أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" ١/ (٩٧٢) من جهة محمد بن عبيد الطنافسي بسنده ومتنه وعبد الرزاق في "المصنف" ٣/ (٦٧٤٩) عن الثوري عن الأعمش عن أبي عطية الوادعي وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" ٣/ (١٥٩١) عن الأعمش عن خيثمة عن أبي عطية فراجع أيضًا في "المسند" (٢٤١٧٢، ٢٤٢٨٤، ٢٥٧٢٨، ٢٥٨٣١، ٢٥٩٨٩).
(٢) في النسخة المطبوعة: [فتهلع] وقال الأفغاني في الأصل: بلع، أثبتناه من (ب).
(٣) لفظة "الله" سقطت من النسخة المطبوعة: أثبتناها من (أ) و (ب).
(٤) أخرج نحوه الطبراني في الكبير ٩/ (٨٨٨٢) من جهة أبي الأحوص عن عبد الله قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءَه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءَه، والموت قبل لقاء الله. انظر تمام تخريجه في مسند أحمد برقم (٨١٣٣).