للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا عبد الله بنَ عُمر، ألا تسمعُ ما يقول أبو هريرة؟ إنه سَمِعَ رسول الله يقول: مَنْ خرج مَعَ جَنازَةٍ مِن بيتها وصلَّى عليها، ثم تبعها حتَّى تُدْفَنَ، كان له قِيراطانِ مِن أجر، كُلُّ قيراط مثل أُحُد، ومن صلَّى عليها، ثم رجع، كان له مِن الأجر مثلُ أحد" فأرسل ابن عمر خبَّابًا إلى عائشةَ يسألها عن قولِ أبي هريرة، ثم يرجع إليه فيخبره بما قالت، وأخذ ابن عمر قبضةً مِن حصى (١) المسجد يُقلِّبُها في يده، حتَّى رَجَعَ إِليه الرسول، فقال: قالت عائشة: "صدق أبو هريرة" فضرب ابن عُمَرَ بالحصى الذي كان في يده الأرضَ، وقال: "لقد فَرَّطْنا في قراريطَ كثيرةً".

[الحديث الخامس]

أخرج أبو داود في "سننه" (٢) عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله:

أن عبد الله بنَ عمر كان يصنعُ ذلك يعني يقطع الخفين لِلمرأة المُحرمة ثم حدثته صفيةُ بنت أبي عُبيد: أن عائشة حدثتها "أن رسول الله لقد كانَ رخَّص للنساء في الخُفين" فترك ذلك.

أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (٣) وقال فيه: قال محمد بن إسحاق: حدثني الزهريُّ، فزالت عِلَّةُ التدليس.

وقال الشافعي (٤): أخبرنا ابن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه،


(١) في (أ) و (ب): حصى. وفي معظم الأصول لصحيح مسلم الأول حَصْباء والثاني بالحصى جمع حصاة والحصباء هو الحصى.
(٢) أخرجه أبو داود في المناسك باب ما يلبس المحرم (١٨٣١).
(٣) في "الصحيح" (٤/ ٢٦٨٦).
(٤) في مسند الشافعي ص ٣٠٢ برقم (٧٨٧).