للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو حاتم: قولُ عائشة: "لرددتُ عليه" أرادت به سردَ الحديثِ، لا الحديثَ نفسه، وترجم عليه ما يُسْتَحبُّ للمرءِ مِن ترك سردِ الأحاديث حَذَرَ قِلَّةِ التعظيم والتوقير لها أخرجه مسلم في "الصحيح" (١) في الفضائل عن حرملة بن يحيى: حدثنا ابن وهب به سندًا ومَتنًا.

[الحديث السابع]

ذكر أبو منصور البغدادي بإسناده إلى أبي عروبة الحسينِ بن محمد الحراني قال: حدثنا جدي عمرو بنُ أبي عمرو قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم مولى الأنصار قال: حدثنا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبي هريرة:

أنه قال: "مَنْ غَسَّلَ ميتًا اغتسل ومن حمله توضأ" (٢) فبلغ ذلك عائشة ، فقالت: "أونجس موتى المسلمين؟ وما على رجل لو حَمَلَ عودًا؟ " (٣).

واعلم أن جماعة مِن الصحابة رَوَوْا هذا الحديث، ولم يذكروا فيه الوضوء من حمله، منهم عائشة. أخرجه أبو داود (٤)، ومنهم حذيفة: أخرجه


(١) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي هريرة [الدوسي] (٦٣٩٩).
(٢) أخرجه البيهقي في "السنن" ١/ ٣٠٢ هكذا عن أبي هريرة موقوفًا بهذا المتن وقال: هذا هو الصحيح موقوفًا على أبي هريرة كما أشار إليه البخاري.
(٣) في (ب): عمودًا. قد ورد نحو هذا النقد عن ابن مسعود قال: إن كان صاحبكم نجسًا فاغتسلوا وإن كان مؤمنًا فلم نغتسل من المؤمن. إسناده ليس بقوي. نقله البيهقي ١/ ٣٠٧. وعن ابن عباس أنه سئل عن الغسل من غسل الميت فقال: أنجاس هم فتغتسلون منهم يعني الغسل من غسل الميت. وروى هذا المعنى مرفوعًا ولا يصح رفعه. انظر: سنن البيهقي ١/ ٣٠٦.
(٤) أخرجه أبو داود في الجنائز باب في الغسل من غسل الميت (٣١٦٠) عن =