للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: ٥٨] ليس فيها إشارةٌ إلا لدفع المفتاح له، لا لجعلِ أمانة البيت معه حتى جعل ذلك في عقبه بني شيبة. وهذه الآية مكية وحدَها مِن بين سائر أي هذه السورة، فهي مدنية.

[استدراكها على عبد الرحمن بن عوف]

قال البزار في "مسنده" (١): أخبرنا بشر (٢) بنُ آدم: حدثنا عبد الله بنُ رجاء قال حدثنا عُمارة بنُ زاذان، عن ثابت.

عن أنس قال: جاءَت سبع مئة بعير من الشام لعبدِ الرحمن بن عوف تَحْمِلُ (٣) كُلَّ شيءٍ، فتعجب أهل المدينة فقالت عائشة: "ما هذا؟ قالوا: "عِيرٌ لعبد الرحمن بن عوف تحملُ كل شيء فقالت: سمعتُ رسول الله يقول: "قد رأيتُ عبدَ الرحمن، وإنه يدخل الجنة حَبوًا" فبلغه ذلك فقال: "يا عائشة ما حديثٌ بلغني؟ " فَذَكَرَتْهُ، فقال: "أشهدُكِ أنها بأقتابِها وأحلاسها وأحمالِها في سبيل الله" (٤).


= مسك رسول الله مفتاح البيت الذي أخذه من بني شيبة فأنزل الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: ٥٨] فتخيل الناس أن الأمانة هي سدانة البيت ولم تكن الأمانة إلا مفتاح البيت الذي هو ملك لبني شيبة فردّ إليهم مفتاحهم وأبقى عليهم ولاية السدانة، ولو شاء جعل في تلك المرتبة غيرهم وللإمام أن يفعل ذلك إذ رأى في فعله المصلحة لكن الخلفاء لم يريدوا أن يؤخروا عن هذه الرتبة من قرّره رسول الله فيها فهم مثل سائر ولاة المناصب إن أقاموا فيه الحق فلهم وإن جاروا فعليهم وللإمام النظر فبقي بيت الله عند العلماء بالله لا حكم لبني شيبة ولا لغيرهم فيه.
(١) أخرجه الهيثمي في "كشف الأستار" ٣/ (٢٥٨٦).
(٢) وقع في المطبوعة: بشير وهو تحريف. وصوابه بِشْر بن آدم كما في (أ) و (ب) وهو من رجال التهذيب ٤/ (٦٧٧) انظر "تهذيب التهذيب" ١/ (٨١٣).
(٣) في النسخة المطبوعة: عليها من، أثبتناه من (ب).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٢٤٨٤٢) حدثنا عبد الصمد حسان بن =