للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصواب تحريم حكاية هجو النبي قليلهِ وكثيره، والحديث لعله خَرَجَ على مَنْ امتلأَ بذلك، فلا يكون له مفهوم في عدم ذمِّ القليل. وأيضًا فالمحذورُ في الكثير موجودٌ في القليل بعينه، فتأويلُ عائشة مستقيم إن شاء الله ولا يَرِدُ ما فهمه أبو عبيد ولا السهيلي.

[الحديث التاسع]

أخرج مسلم (١) والنسائي (٢) عن شريح بن هاني

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "من أحبَّ لقاءَ الله، أحبَّ الله لقاءَه، ومن كَرِهَ لقاء الله، كَرِهَ الله لقاءَه" قال شريح: فأتيتُ عائشة فقلتُ: "يا أم المؤمنين سمعتُ أبا هريرة يذكر عن رسول الله حديثًا إن كان كذلك فقد هلكنا " فقالت: إن الهالِكَ مَنْ هَلَلك [بقول رسول الله ] (٣)، وما ذاك؟ قال: قال رسولُ الله : مَنْ أحبَّ لِقاءَ اللهِ أحبَّ اللَّهُ لِقاءَه، ومَنْ كَرِهَ لقاءَ اللهِ كره الله لقاءَه، وليسَ منا أحد إلا وهو يكره الموتَ" فقالت: "قد قاله رسول الله ، ولكن (٤) إذا شَخَّصَ البصرُ، وحَشْرَجَ الصَّدرُ واقشعرَّ الجِلدُ، وتَشَنَّجَتْ الأصابعُ، فعند ذلك من أحبَّ لقاءَ الله، أحب اللهُ لقاءّه، ومن كره لقاء اللهِ، كرهَ الله لقاءَه".


(١) أخرجه مسلم في الذكر باب من أحب لقاء الله أحب الله لقائه (٦٨٢٦).
(٢) أخرجه النسائي في الجنائز باب فيمن أحب لقاء الله (١٨٣٥)، وأحمد برقم (٨٥٥٦) و (٨١٣٣) وفيه تخريجه.
(٣) سقط من (أ) و (ب): بقول رسول الله ، أثبتناه من مسلم.
(٤) "لكن"، ليس في رواية مسلم.