للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال السهيلي في "الروض" (١): وذكر ابن وهب في "جامعه": "أن عائشةَ تأولت هذا الحديث في الأشعار التي هُجِي بها النبيُّ : وأنكرت قولَ من حمله على العُموم في جميع الشعر" قال السهيلي: "وإذا قلنا بذلك فليس في الحديث إلا عيبُ امتلاءِ (٢) الجوفِ منه وأما رواية اليسير على جهة الحكاية والاستشهاد على اللغة، فلم يدخل في النهي". قال: وقد رد أبو عبيد (٣) على من تأول الحديث في الشعر الذي هُجي به النبي وقال: "رواية نصف بيت مِن ذلك الشعرِ حرامٌ فكيف يخصُ امتلاء الجوف منه بالدم؟ ".

قال السهيلي: "وعائشة أعلم منه، فإن البيت والبيتين والأبيات مِن تلك الأشعار على جهة الحكاية، بمنزلة الكلام المنثور الذي ذموا به رسول الله ، لا فرق" وجعل ذلك عذرًا لابن إسحاق (٤) في ذكر بعض أشعار الكَفَرة من الهجو (٥). انتهى.


= ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي . وقال العقيلي: النضر بن محرز لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به، وإنما يعرف هذا الحديث بالكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
(١) في "الروض" ٥/ ٧٣ - ٧٤.
(٢) وقع في النسخة المطبوعة: امتلأ وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه. وفي غريب الحديث ١/ ٣٦ - ٣٧ قال أبو عبيد: والذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول، لأن الذي هجي به النبي ولو كان شطر بيت لكان كفرًا. فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء القلب منه أنه قد رخص في القليل منه ولكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله فيكون الغالب عليه من أي الشعر كان فإذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه فليس جوف هذا عندنا ممتلئًا من الشعر ٣٦/ ١ - ٣٧.
(٣) في النسخة المطبوعة: أبو عبيدة وهو تحريف أثبتناه من (أ) و (ب). انظر: غريب الحديث ١/ ٣٦ - ٣٧.
(٤) هو محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، وقيل: ابن كُوثان العلامة الحافظ الأخباري أبو بكر، وقيل: أبو عبد الله القرشي المطلبي مولاهم المدني، صاحب السيرة النبوية المتوفى سنة ١٥٠ (أو ١٥١ أو ١٥٢ - ١٥٣) له ترجمة حافلة في "السير" ٧/ (١٥).
(٥) في "الروض" ٥/ ٧٣ - ٧٤.