للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الثاني لمن عدا وآسية" فلا دلالة فيها على تفضيل أحد القبيلين على الآخر، كقولك زيدٌ أفضلُ القوم، وعمرو أفضلُ القوم: فيه دليل على أنهما أفضلُ القوم ولا تفضيل لمجرد ذلك لأحدهما على الآخر.

[فائدة]

وذكر الأستاذ أبو منصور البغدادي (١) أحدُ أئمة أصحابنا في كتاب "الأصول الخمسة عشر" (٢) كلامًا في فضل عائشة وفاطمة، قال: "فكان شيخنا أبو سهل محمد بن سليمان الصُّعلوكي (٣) وابنه سهل يُفضلانِ فاطمة على عائشة، وبه قال الشافعي، وللحسين بن الفضل (٤) رسالة في ذلك" اهـ. وهذا مما لا شك فيه وقد قال (٥) : "فاطمة بضعة مني" (٦) ولا نعدِلُ بِبُضعةٍ من رسول الله أحدًا - كما قاله ابن داود.


(١) هو عبد القاهر بن طاهر، العلامة البارع، المتفنن الأستاذ، أبو منصور البغدادي المتوفى سنة ٤٢٩ هـ. نزيل خراسان وصاحب التصانيف البديعة، وأحد أعلام الشافعية، انظر لترجمته في "السير" ١٧/ (٣٧٧).
(٢) عنوان هذا الكتاب على النسخة المطبوعة: "كتاب أصول الدين". انظر: ص ٣٠٦.
(٣) هو الإمام العلامة ذو الفنون أبو سهل محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون الحنفي العجلي الصُّعلوكي النيسابوري، الفقيه الشافعي، المتكلم، النحوي، المفسر، اللغوي، الصوفي، شيخ خراسان، المتوفى سنة ٣٦٩ هـ. انظر لترجمته في "السير" ١٦/ ١٦٨.
(٤) هو الحسين بن فضل بن عُمير، العلامة، المفسر، الإمام، اللغوي، المحدث أبو علي البَجَلي الكوفي ثم النيسابوري المتوفى سنة ٢٨٢ هـ. له ترجمة في "السير" ١٣ (٢٠٢).
(٥) في (ب): النبي.
(٦) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب مناقب فاطمة (٣٧٦٧) عن المِسْوَر بن مَخرُمَة: أن رسول الله قال: فاطمة بضعة مني، فمن=