للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه البزار في "مسنده" (١) وقال: "لا يُروى إلا مِن حديث أبي سعيد، ولا تَعْلَمُ له طريقًا عنه إلا هذه" (٢) اهـ.

ورأيت في كتاب أصول الفقه لأبي الحسين أحمد القطان (٣) من قدماءِ أصحابنا مِن أصحاب ابن سريج (٤) في الكلام على الرواية بالمعنى: أن أبا سعيد فَهِمَ مِن الحديث أن النبي أراد بالثياب الكفن، وأن عائشة رضي عنها أنكرت عليه ذلك، وقالت: يرحم الله أبا سعيد إنما أراد النبيُّ عملَه الذي مات عليه (٥)، قد قال رسول الله : "يُحْشَرُ الناسُ حُفاةً عُراة غُرْلًا" (٦). اهـ


(١) انظر: "جامع المسانيد" لابن كثير، ٣٣/ (١٢٤٠).
(٢) في (ب): هذا.
(٣) هو أحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسين بن القطَّان البغدادي، آخر أصحاب ابن سريج وهو من كبراء الشافعية، له مصنفات في أصول الفقه وفروعه، المتوفى سنة ٣٥٩ هـ.
انظر لترجمته في "السير" ١٦ / (١١٤) و "طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة، ١/ (٧٤).
(٤) هو الإمام، شيخ الإسلام، فقيه العراقيين، أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي، القاضي الشافعي، صاحب المصنفات المتوفى سنة ٣٠٦. انظر لترجمته في "السير" ١٤/ (١١٤) و "طبقات الشافعية" للسبكي، ٣/ ٢١ - ٣٩.
(٥) أخرج مسلم حديثين في هذا الموضوع في الجنة باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت (٧٢٣٢) عن جابر قال: سمعت النبي يقول: يبعث كل عبد على ما مات عليه، وعن ابن عمر (٧٢٣٤) قال: سمعت رسول الله يقول: إذا أراد الله بقوم عذابًا، أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم. انظر أيضًا في "المستدرك" ٢/ ٤٥٢.
(٦) أخرجه البخاري في الأنبياء باب قول الله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء: ١٢٥] (٣٣٤٩) ومسلم في الجنة باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (٧١٩٨) عن عائشة قالت: سمعت رسول الله يقول: يحشر الناس يوم القيامة حفاةً عُراةً غُرْلًا، قلت يا رسول الله الرجال والنساء جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض قال: يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض. أخرجه أحمد في "المسند" (٢٤٢٦٥) و (٢٤٥٨٨) وفيهما تمام تخريج الحديث فليراجع عن ابن عباس (١٩١٣) و (١٩٥٠) و (٢٠٢٧) وعن عبد الله بن أنيس (١٦٠٤٢).