للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هل علمتَ ما عمل رسولُ الله بعد تنزيلِ سورةِ المائدة"؟ فأتاه فسأله عن ذلك، فقال: "إن عائشة أخبرتني أن رسولَ الله لما نزلت سورة المائدة، لم يزد على المسح على التساخين". فلما أخبره ذلك، انتهى إلى قول عائشة وعمل به. اهـ.

في إسناده من يجهل، والتساخين الخفاف (١) قال ثعلب (٢): "لا واحد لها، وهذا الحديثُ لا يصح، فإن مسلمًا روى في صحيحا (٣) عن شريح بن


= قال أبو الفرج بن الجوزي في "التحقيق في أحاديث الخلاف" ١/ ٢٠٦: قد صح عن علي حديث المسح وما ذكروه عنه لا يصح وكذلك ما رووا عن ابن عباس ولو صح فجرير أعلم بحال نفسه وقد ذكرنا أنه روى المسح وقال أسلمت بعد المائدة.
انظر مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١٨٥٧ - ١٨٥٨). وكتاب التَّمييز لمسلم (١/ ٨٩) أيضًا.
(١) وقع في النسخة المطبوعة: التجفاف، وفسره الأستاذ سعيد الأفغاني التجفاف: الدرع يترك على الفرس يقيه الأذى، وقد يلبسه الإنسان. وهو خطأ قبيح لا يصح صدوره من مثله وجاء على الصواب في الأصل الذي اعتمده وكذلك في (ب).
قال ابن الأثير في "النهاية" ١/ ١٨٩ و ٣/ ٣٥٢: التساخين: الخفاف ولا واحد لها من لفظها. وقال كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوها.
وجواز المسح على التساخين أي الجوارب ثبت عن رسول الله من حديث ثوبان عند أحمد برقم (٢٢٣٨٣) وأبي داود (١٤٦) ولفظه: بعث رسول الله سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على النَّبِيّ وشكوا إليه ما أصابهم من البرد فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين انظر تمام تخريجه إلى المسند.
(٢) هو العلامة المحدث، إمام النحو، أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي، المتوفى سنة ٢٩١ هـ، صاحب "الفصيح" والتصانيف.
انظر: "السير" (١/ ١٤) و "تذكرة الحفاظ" ٣/ ٦٦٦.
(٣) أخرجه مسلم في الطهارة باب التوقيت في المسح على الخفين (٦٣٩).