للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موسى محمد بن المثنى حَدَّثَنَا عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق. قال: "أتيتُ المدينةَ فإذا رجل قائم على غرائرَ سود يقول: ألا ليُبَشَّرْ أصحابُ الكنوزِ بِكَيٍّ في الجِباهِ والجنوبِ (١) فقالوا: هذا أبو ذر" فكأنَّه لا يُثبته ولا يَعْلَمُ أنه أبو ذر (٢).

وقال بعضُ العلماء في هذا الحديث: قد أجمعنا على أنه ليسَ بنورٍ، وخَطَّأنا المجوسَ في قولهم: هو نور، والأنوار أجسامٌ والباري سبحانه ليس بجسم، والمراد بهذا الحديث أن حِجابهُ النورُ، وكذلك روي في حديث أبي موسى (٣)، فالمعنى: كيف أراه وحجابُه النورُ؟ ومن أثبت رؤية النَّبِيِّ ربه،


(١) في (أ) و (ب) والنسخة المطبوعة: في الحياة والممات وهو تحريف. وهكذا وقع في بعض نسخ "كتاب التوحيد" كما في تحقيق الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان (١/ ٣٠٦)، وفي تحقيق محمد خليل هراس، ط.١٩٧٨ ص ٢٠٦: في الحساء والجنوب، وهنا تحريف في كلمة: الحساء، والصواب بكي في الجباه والجنوب كما ورد في مصنف عبد الرزاق (٤/ ٦٨٦٥) عن معمر عن قتادة عن أبي ذر قال: بشر أصحاب الكنز بكي في الجباه والجنوب وفي الظهور. وأخرجه البزار في مسنده (٩/ ٣٩٠٧) حَدَّثَنَا محمد بن المثنى قال حَدَّثَنَا معاذ بن هشام قال حدثنى أبي عن قتادة عن عبد الله بن شقيق قال: أتيت المدينة فإذا رجل قائم على غرائر سود يقول: ألا أبشر أصحاب الكنوز بكي في الجباه والجنوب، فقالوا: هذا أبو ذر صاحب رسول الله. ويؤيده قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ﴾ [التوبة: ٣٤ - ٣٥] انظر أيضًا: ما أخرجه مسلم برقم (٢٣٠٦) وأحمد (٢١٤٧٥).
(٢) هنا انتهى نقل المؤلف عن ابن خزيمة.
(٣) أخرجه مسلم في الإيمان باب في قوله : إن الله لا ينام وفي قوله حجابه النور (٤٤٥ - ٤٤٨) وأخرجه أحمد في "المسند" (١٩٦٣٢)، وابن حبان في "الإحسان" (١/ ٢٦٦) وفيه تخرجه أيضًا فراجعه.