للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"من حدَّثك أن رسول الله بلال قائمًا، فلا تُصدِّقْه، أنا رأيتُه يبولُ قاعدًا" (١). وفي رواية: " .. ما بَالَ رسولُ الله قائمًا منذ أُنزل عليه القرآن" (٢). وفي رواية أخرى: "مَنْ حدَّثكم أنَّ النبي كان يبولُ قائمًا فلا تُصدِّقوه، ما كان يَبُولُ إلا قاعِدًا" (٣).

والمراد الإخبار عن الحالة المستمرة، ولم تطّلعْ على ما اطَّلعَ عليه حذيفةُ، ولهذا علَّقت مستندةً في إنكارها برؤيتها حيث قالت: "أنا رأيتُه يبول قاعدًا" (٤).

قال الخطابي: والثابت عن رسول الله والمعتاد مِن فعله أنه كان يبول قاعدًا، وهذا هو الاختيار، وهو المستحسن في العادات، وإنما كان ذلك الفعل منه نادرًا لسببٍ أو ضرورة دعته إليه" (٥).

وقد أخرج الحاكم عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: سمعتُ عائشةَ تُقْسِمُ بالله ما رأى أحدٌ رسول الله يبولُ قائمًا منذ أنزل عليه الفرقان. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. والذي عندي أنهما لما اتفقا على حديث منصور عن أبي وائل عن حذيفة أتى رسول الله سُباطة قوم، فبالَ قائمًا، وجدا حديث المقدام عن أبيه عن عائشة معارضًا له، فتركاه والله أعلم (٦).


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (١٣٢٣).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢٥٠٤٥) و (٢٥٥٩٦) و (٢٥٧٨٧).
(٣) أخرجه الترمذي في الطهارة (١٢).
(٤) انظر استدراكها البول قائمًا من هذا الكتاب.
(٥) معالم السنن للخطابي ١/ ١٨ - ١٩، وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ٦٢.
(٦) المستدرك للحاكم، ١/ ١٨٥.