للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصواب الذي عليه سلف الأمة وأئمتها إثبات علو الذات لله تعالى (١)، وهو قول عامة الصفاتية (٢)

الأوائل (٣).

والقول بذلك هو مقتضى دلالة السمع، والإجماع، والفطرة، والعقل.

فأما دلالة السمع والإجماع:

فقد تواترت نصوص الكتاب والسنة تواتراً لفظياً ومعنوياً على إثبات العلو الذاتي لله تعالى، حتى ذكر بعض أهل العلم أن أدلة ذلك تزيد على ألف دليل (٤).

ومن الأدلة التي استدل بها الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - قوله تعالى {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢)} غافر: ٢، فقال: " فيه دليل على علو الله على خلقه بذاته حقيقة،


(١) ينظر: العرش لابن أبي شيبة (ص ٢٧٦)، إثبات صفة العلو لابن قدامة (ص ٤١)، العرشية لشيخ الإسلام ضمن الفتاوى (٦/ ٥٤٥)، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (ص ٩٥)، العلو للذهبي (٢/ ٨٦٣)، الكلام على مسألة الاستواء على العرش لابن عبد الهادي (ص ٢٥)، إثبات علو الله للتويجري (ص ١٠)، علو الله على خلقه للدويش (ص ١٤١).
(٢) الصفاتية: وصف يوصف به أهل السنة والجماعة وكذلك الأشاعرة نسبة إلى الصفات فأهل السنة والجماعة لأنهم أثبتوا جميع الصفات والأشاعرة أثبتوا بعضها.
ينظر: معجم ألفاظ العقيدة لعامر عبد الله فالح (ص ٢٥٧)
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "والكلابية من مثبتة الصفات ". ينظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٥٣٦).
وشيخ الإسلام يطلق وصف "مثبتة الصفات" ووصف "الصفاتية" على الكلابية وعلى الأشعرية مثلا ويطلق وصف "النفاة" على الجهمية والمعتزلة.
وقال أيضاً: "أكثر الجهمية والمعتزلة ينفون الأحوال والصفات وأما جماهير أهل السنة فيثبتون الصفات دون الأحوال وهذا لبسطه موضع آخر". ينظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٣٣٩).
وقال أيضاً: "أهل الحديث الذين يقرونه على ظاهره فكل من كان عنه أبعد كان أعظم ذما بذلك، كالقرامطة، ثم الفلاسفة، ثم المعتزلة وهم يذمون بذلك المتكلمة الصفاتية من الكلابية والكرامية والأشعرية والفقهاء والصوفية وغيرهم". ينظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٨٨). فانظر الترتيب في البعد عن الحق وفي الذم وانظر كيف وصف شيخ الإسلام الأشاعرة بأنهم صفاتية.
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى (٢/ ٢٩٧)، بيان تلبيس الجهمية (١/ ١٢٧) (٢/ ١٤).
(٤) ينظر: مجموع الفتاوى (٥/ ١٢١)، الصواعق المرسلة لابن القيم (٤/ ١٢٧٩)، اجتماع الجيوش (ص ٣٣١).

<<  <   >  >>