للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن التنزيل إنما يكون من أعلى إلى أسفل، والأصل الحقيقة حتى يثبت دليل من السمع أو العقل يصرف النص عن ذلك، ولا دليل منهما أو من أحدهما" (١).

واستدل الشيخ - رحمه الله - كذلك بقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} الملك: ١٦، فقال: "والصواب أن السماء بمعنى العلو، والمعنى: أأمنتم الله الذي في العلو؛ أو في معنى على، والتقدير: أأمنتم الله الذي على السماء، ولا يجوز في معنى هذا النص إلا هذان الوجهان" (٢).

وقد ذكر الشيخ عبد الرزاق: ما ذكره العلامة ابن القيم (٣): من أنواع الأدلة النقلية الدالة على علو الله فعد منها أكثر من عشرة أنواع وأتبعها بالدليل وبين أنها كثيرة متنوعة، فذكر منها: " التصريح -بصفة العلو-، والفوقية بمن وبدونها، والعروج إليه، والصعود إليه، ورفع بعض المخلوقات إليه، والعلو المطلق، وتنزيل الكتاب منه، واختصاص بعض المخلوقات بكونها عنده، وأنه في السماء، وأنه مستوٍ على العرش، ورفع الأيدي إليه، ونزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا، والإشارة إليه حساً" (٤).

وقد ذكر هذه الأدلة جمع من أهل السنة والجماعة واستدلوا بها على إثبات صفة العلو (٥).

وبين - رحمه الله -: " أن من رام أن يتأولها فقد رام باطلاً، ومن سلك طريق التأويل لهذه النصوص فتح على نفسه باب شر لا يمكنه إغلاقه، ومع هذا فقد تأول كثير من المتأخرين (٦) الفوقية في قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} الأنعام: ١٨، بأنه تعالى


(١) ينظر: تعليق الشيخ على تفسير الجلالين (٧، ٩، ٢١، ٤٠، ٥٩، ٦٧، ١٤٥، ١٨٩، ٢١٠، ٢١١، ٢٣٩، ٢٩٧).
(٢) ينظر: تعليق الشيخ على تفسير الجلالين (١٩٧)، ومجموعة ملفات الشيخ عبد الرزاق عفيفي (ص ٦).
(٣) ينظر: مختصر الصواعق (٢/ ٢٠٥)، النونية مع شرحها لهراس (١/ ١٨٤ - ٢٥١).
(٤) مجموعة ملفات الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - (٦ - ٧).
(٥) ينظر: مختصر الصواعق (٢/ ٢٠٥)، النونية مع شرحها لهراس (١/ ١٨٤ - ٢٥١).وشرح الطحاوية (٢/ ٣٨٠ - ٣٨٦).
(٦) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية (٢/ ٤٤٢) وما بعدها.

<<  <   >  >>