للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ورد إثبات هذه الصفة لله تعالى بالكتاب والسنة.

فمن الكتاب:

-قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} البقرة: ٢٧٢.

- وقوله: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} الرعد: ٢٢.

ومن السنة:

-وحديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (... إنك لن تخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله؛ إلا ازددت به درجة ورفعة ...) (١).

- حديث ابن عمر م قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم ... - فقال كل واحد منهم- اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك؛ ففرّج عنا ما نحن فيه ...) (٢).

-حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: لما قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - الغنائم يوم حنين، قال رجل: (والله إنّ هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله ...) (٣).

قال الإمام ابن خزيمة: بعد أن أورد جملة من الآيات تثبت صفة الوجه لله تعالى: "فنحن وجميع علمائنا ... مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا؛ من غير أن نشبه وجه الله خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا أن يشبه المخلوقين، وجل ربنا عن مقالة المعطلين" (٤).


(١) أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب حجة الوداع برقم (٦٧٣٣)، ومسلم في كتاب الوصية باب الوصية بالثلث برقم (١٦٢٨).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الإجارة باب من استأجر أجيراً فترك أجره فعمل فيه برقم (٢١٥٢)، ومسلم في كتاب الرقاق باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال برقم (٢٧٤٣).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة الطائف في شوال برقم (٣١٥٠)، ومسلم في كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام برقم (١٠٦٢).
(٤) كتاب التوحيد (١/ ٢٥)، وينظر: شرح السنة للالكائي (٣/ ٤٢٢ - ٤٢٤)، شرح نونية ابن القيم (٢/ ٢٩٩) وما بعدها، لوامع الأنوار (١/ ٢٢٥ - ٢٢٨)، قطف الثمر لمحمد خان (ص ٥٨).

<<  <   >  >>