للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن القيم في النونية (١):

وهو العزيز فلن يرام جنابه ... أنى يرام جناب ذي السلطان

وهو العزيز القاهر الغلاب لم ... يغلبه شيء هذه صفتان

وهو العزيز بقوة هي وصفه ... فالعز حينئذ ثلاث معان.

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: " العزيز الذي يقهر ولا يقهر، فإن العزة التي لله -تعالى- هي الدائمة الباقية وهي العزة الحقيقية الممدوحة، وقد تستعار العزة للحمية والأنفة، فيوصف بها الكافر والفاسق، وهي صفة مذمومة، ومنه قوله تعالى: {أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} البقرة: ٢٠٦، وأما قوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} فاطر: ١٠، فمعناه: من كان يريد أن يعز، فليكتسب العزة من الله، فإنها لا تنال إلا بطاعته، ومن ثم أثبتها لرسوله وللمؤمنين، فقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} المنافقون: ٨، وقد ترد العزة بمعنى الصعوبة، كقوله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} التوبة: ١٢٨، وبمعنى الغلبة ومنه {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (٢٣)} ص: ٢٣؛ وبمعنى القلة: كقولهم: شاة عزوز، إذا قل لبنها، وبمعنى الامتناع، ومنه قولهم: أرض عزاز، بفتح أوله مخففا" ا. هـ (٢).


(١) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية (١/ ٧١١).
(٢) فتح الباري (١٣/ ٣٦٩) وذكر أن هذا كلام الراغب، ولكن الحافظ تصرف فيه فزاد وأنقص، ولهذا رأيت أن أضيفه إليه. وينظر: شرح البراك للواسطية (١/ ١٠٥)، وطريق الهجرتين (١/ ١٨٦)، ومجموع فتاوى ورسائل العثيمين (٨/ ٢٩١) (٩/ ٣١٣).

<<  <   >  >>