للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام البخاري (١) - رحمه الله -: " وإن الله - عز وجل - ينادي بصوت يسمعه من بَعُد كما يَسمعُه من قرب فليس هذا لغير الله جل ذكره، وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يُسمع من بُعْد كما يُسمع من قُرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال عز وجل: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢)} البقرة: ٢٢، فليس لصفة الله ند ولا مثل ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين" (٢).

وقال عبد الله (٣) ابن الإمام أحمد رحمهما الله: " سألت أبي: عن قوم يقولون: لما كلم الله - عز وجل - موسى لم يتكلم بصوت قال أبي تكلم تبارك وتعالى بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت" (٤).

وقال قوام السنة الأصبهاني - رحمه الله -: " وخاطر أبو بكر - رضي الله عنه - (٥)، فقرأ عليهم القرآن، فقالوا: هذا من كلام صاحبك. فقال: ليس بكلامي ولا كلام صاحبي، ولكنه كلام الله تعالى، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة" (٦).


(١) هو: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري، أبو عبد الله، ولد سنة (١٩٤ هـ) ونشأ يتيماً في حجر أمه، وقد رزق - رحمه الله - حافظة قوية، وذكاءً حاداً، وذهناً متوقداً، واطلاعاً واسعاً، توفي سنة (٢٥٦ هـ)، ومن مؤلفاته: صحيح البخاري"الجامع الصحيح"، والتاريخ الكبير، والأدب المفرد، خلق أفعال العباد، والقراءة خلف الإمام.
ينظر: تاريخ بغداد (٢/ ٦) وما بعدها، سير أعلام النبلاء (١٢/ ٤٠٧) وما بعدها، تهذيب الكمال (٢٤/ ٤٦١).
(٢) خلق أفعال العباد (١/ ٩٨).
(٣) هو: أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي، الإمام الحافظ الناقد المحدِّث، روى عن أبيه شيئاً كثيراً، من جملته: المسند كله، والزهد، وله كتاب السنة، وكان ثقة ثبتاً فهماً، توفي - رحمه الله - سنة (٢٩٠ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (٩/ ٣٨٢)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥١٦)، تقريب التهذيب (١/ ٤٧٧)، شذرات الذهب (٢/ ٢٠٣).
(٤) المسائل والرسالة المروية عن الإمام أحمد (١/ ٣٠٢)، درء التعارض (٢/ ٣٩).
(٥) أي: راهن قوماً من أهل مكة.
(٦) الحجة (١/ ٣٣١ - ٣٣٢).

<<  <   >  >>