للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذبيحته إلى أمثال ذلك من أحكام الإسلام، ولا يخلد في النار إن دخلها كسائر مرتكبي الكبائر عند أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة" (١).

تنوعت عبارات أهل العلم في بيان أنواع الشرك، فمنهم من قسم الشرك إلى أكبر وأصغر (٢)، وبعضهم قسمه إلى ثلاثة أقسام أكبر، وأصغر، وخفي (٣)، والبعض الآخر قسمه حسب أجزاء التوحيد الثلاثة (٤)، وبعضهم يقسمه إلى نوعين الشرك في الربوبية والشرك في الألوهية، ويدخل الشرك في الأسماء والصفات ضمن النوع الأول (٥).

وجميع هذه التقسيمات لا تخرج عن المدلول الشرعي للشرك (٦)؛ ولعل التقسيم الذي يجمع هذه التقسيمات هو ما اختاره (٧) الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وهو: الشرك على نوعين أكبر، وأصغر:

أما الأكبر:

فهو أن يتخذ شريكاً أو نداً مع الله تعالى في ذاته أو في أسمائه أو صفاته، أو أن يعدل بالله تعالى مخلوقاته في بعض ما يستحقه وحده (٨).

أو أن يقال: هو أن يجعل لله نداً في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته (٩).


(١) فتاوى اللجنة (١/ ٧٤٦ - ٧٥٠).
(٢) مدارج السالكين لابن القيم (١/ ٣٣٩)، الدرر السنية لابن سحمان (٢/ ٨٥).
(٣) ينظر: رسالة أنواع التوحيد وأنواع الشرك، ضمن الجامع الفريد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ص ٣٤١).
(٤) تيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبد الله (ص ٤٣).
(٥) ينظر: مجموع الفتاوى (١/ ٩١ - ٩٤)، ودرء التعارض لابن تيمية (٧/ ٣٩٠)، وتجريد التوحيد المفيد للمقريزي (ص ٨).
(٦) ينظر: الشرك في القديم والحديث لأبي بكر محمد زكريا (١/ ١٣٨ - ١٤١).
(٧) فتاوى اللجنة (١/ ٧٤٦ - ٧٥٠).
(٨) ينظر: الاستقامة لابن تيمية (١/ ٣٤٤)، ومدارج السالكين (١/ ٣٣٩).
(٩) ينظر: معارج القبول (٢/ ٤٨٣)، واقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٣، ٧).

<<  <   >  >>