للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته (١)، كما في قوله: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الأعراف: ١٨٠، أي أن السائل يسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى كما جاء في السنة عن عبد الله بن بريدة: (أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلاَّ أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. قال: فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم) (٢).

وعليه فالشيخ - رحمه الله - يقرر جواز التوسل بالقرآن الكريم، فيقول: "يجوز التوسل بالقرآن؛ لأنه كلام الله لفظاً ومعنى، وكلامه تعالى صفة من صفاته، فالتوسل به توسل إلى الله بصفة من صفاته، وهذا لا ينافي التوحيد وليس ذريعة من ذرائع الشرك، وكذلك التوسل إلى الله ببركة القرآن" (٣).

وإن أعلى أنواع التوسل إلى الله تعالى وأقربها إجابة، التوسل إليه عز وجل بذاته العلية وأسمائه الحسنى وصفاته العلى. لأنه تمجيد وتقديس وثناء على الله تعالى وهو كما أثنى على نفسه، والقرآن والسنة مكتظة بالأمثلة على الحض على التوسل إليه تعالى.

٢ - التوسل بالأعمال الصالحة (٤): ويكون ذلك على وجهين:

الأول: أن يتوسل بالعمل الصالح إلى إجابة الدعاء كما في قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧)} البقرة: ١٢٧، وحديث الثلاثة الذين أووا إلى غار فانحدرت صخرة من جبل فسدت


(١) ينظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٤٩)، التوصل إلى حقيقة التوسل المشروع والممنوع لمحمد نسيب الرفاعي (ص ١٤).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده برقم (١٢٢٠٠)، والترمذي في كتاب الدعوات باب ما جاء في جامع الدعوات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - برقم (٣٤٧٥)، وأبو داود كتاب الوتر باب الدعاء برقم (١٤٩٥)، والنسائي في السنن الصغرى كتاب السهو باب الدعاء بعد الذكر برقم (١٣٠٠)، صححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (٢٧٦٣)، وفي صحيح ابن ماجة برقم (٣٨٥٧).
(٣) ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة (١/ ٥١٩ - ٥٢٠).
(٤) ينظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ٤٩)، التوصل إلى حقيقة التوسل (ص ١٤)، التوسل وأنواعه وأحكامه للألباني (ص ٣٥).

<<  <   >  >>