فالآية واضحة أنها يوم القيامة، وأما من زعم بأن يوم القيامة تكون الأمور حقائق وهنا يقول:{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} فلا حسبان في الآخرة، فهذا غلط أيضاً لأنه إذا كان الله أثبت هذا فيجب أن نؤمن به ولا نحرفه بعقولنا، ثم إن الله يقول: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)} الحج: ٢، فإذا قلنا إن زلزلة الساعة هي قيامها، فقد بيَّن الله أن الناس يراهم الرائي فيظنهم سكارى وما هم بسكارى، وعلى كل حال فإن الواجب علينا جميعاً أن نجري الآيات على ظاهرها وأن نعرف السياق لأنه يعين المعنى، فكم من جملة في سياق يكون لها معنى ولو كانت في غير هذا السياق، لكان لها معنى آخر، ولكنها في هذا السياق يكون لها المعنى المناسب لهذا السياق (١).
(١) ينظر مراجع القول الأول: مفتاح دار السعادة لابن القيم (٢/ ٥٥)، فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ (١٣/ ٩٧)، تفسير القرآن للعثيمين تفسير سورة الكهف (٦/ ٢٣) و (٦/ ٦٤)، لقاءات الباب المفتوح هي عبارة عن سلسلة لقاءات كان يعقدها فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - طيب الله ثراه - بمنزله كل خميس. ابتدأ الشيخ هذه اللقاءات في أواخر شوال تقريباً في العام (١٤١٢ هـ) وانتهت هذه السلسلة في الخميس الرابع عشر من شهر صفر، عام (١٤٢١ هـ). وهي مسجلة قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية (٩٧/ ٢١).