للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيهم، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم-أو قال: بخطاياهم- فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل) فقال رجل من القوم: كأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان في البادية (١) " (٢).

الشفاعة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع.

فأما الكتاب: فقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩)} طه: ١٠٩.وغيرها من الآيات الدالة.

وأما من السنة: فقد تواترت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إثبات الشفاعة (٣) وقد أورد الشيخ - رحمه الله - هذا في كلامه السابق.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "أحاديث الشفاعة كثيرة متواترة، منها في الصحيحين أحاديث متعددة، وفي السنن والمسانيد مما يكثر عدده" (٤).

وأما الإجماع: فقد أجمع سلف الأمة وأئمتها على إثبات الشفاعة، وعدها من معاقد العقائد التي يجب الإيمان بها، والرد على من أنكرها (٥).


(١) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار برقم (١٨٥).
(٢) فتاوى اللجنة (٣/ ٤٧٨).
(٣) ينظر: السنة لابن عاصم (٢/ ٣٩٩)، شرح صحيح مسلم (٣/ ٣٥)، قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ١٢)، إثبات الشفاعة للذهبي (ص ٢٢)، شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٢٥٨)، فتح الباري (١١/ ٤٢٦)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ٢٠٨).
(٤) مجموع الفتاوى (١/ ٣١٤).
(٥) ينظر: شرح صحيح مسلم (٣/ ٣٥)، مجموع الفتاوى (١/ ١٤٨)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ٢٠٨)، الدين الخالص لصديق حسن خان (٢/ ٢٢).

<<  <   >  >>