للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول أبو حاتم وأبو زرعة رحمهما الله: " أدركنا العلماء في جميع الأمصار ... فكان مذهبهم ... الشفاعة حق" (١).

والشفاعة المثبتة: هي الشفاعة التي استجمعت شروطها، وانتفت موانعها (٢).

يقول العلامة ابن القيم - رحمه الله -: " الله لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، ولا يأذن في الشفاعة إلا لمن رضي قوله وعمله ... وهو لا يرضى من القول والعمل إلا التوحيد واتباع الرسول.

فهذه ثلاثة أصول تقطع شجرة الشرك من قلب من وعاها وعقلها" (٣).

والشفاعة قسمان:

أحدها: الشفاعة العامة الثابتة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولغيره كالملائكة والنبيين والمؤمنين.

ثانيهما: الشفاعة الخاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، والتي لا يشاركه فيها أحد.

والشفاعة بقسميها أنواع، اختلف أهل العلم في عدها تبعاً لاختلافهم في أدلتها من حيث الصحة والدلالة، وجملتها عندهم ثمانية أنواع، وقد ساق الشيخ عبد الرزاق: جملة منها في كلامه السابق.

وأدلة هذه الأنواع، والكلام في ثبوتها ودلالتها مبسوط في مواضعه من كتب أهل العلم (٤).


(١) ينظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١٧٧).
(٢) ينظر: الدرر السنية (٢/ ١٥٨)، مجموعة الرسائل النجدية (٢/ ٦٥ - ٦٦) (٣/ ٩٤ - ٩٧)، (٤/ ١٣٠ - ١٣٦)، فتح المجيد (٢/ ٣٥٥)، الشفاعة للدكتور ناصر الجديع (ص ٦٩ - ٨٢).
(٣) مدارج السالكين (١/ ٣٤١).
(٤) ينظر: كتاب التوحيد لابن خزيمة (٢/ ٥٨٨)، الحجة في بيان المحجة (٢/ ٤٥٩ - ٥٦٤)، الدرة فيما يجب اعتقاده (ض٢٩٤ - ٢٩٧)، الشفا بتعريف حقوق المصطفى (١/ ٢٨٩)، التذكرة (٢/ ٥٦ - ٧٨)، شرح صحيح مسلم (٣/ ٣٥ - ٣٦)، مجموع الفتاوى (٣/ ١٤٧)، شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٢٨٢)، فتح الباري (١١/ ٤٢٦ - ٤٢٨)، الشفاعة للدكتور ناصر الجديع (ص ٣٨) وما بعدها.

<<  <   >  >>