للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصوص الشريعة ووصلت إلينا عن طريقهم قولاً وعملاً ... فأي عقل من العقول يجعل أصلاً يحكم في نصوص الشريعة فترد أو تنزل على مقتضاه فهما وتأويلاً؟ ... " (١).

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط تعارض في هذا العقل والنقل، فضلاً عن أن يقول: فيجب تقديم العقل" (٢).

٤ - عدم الأخذ بالأحاديث الضعيفة:

وكان من منهج السلف -رحمهم الله- طرح الأحاديث الضعيفة وعدم الأخذ بها؛ لأن الدين لا يبنى على حديث ضعيف غير ثابت، فضلاً عن أن يبنى على حديث موضوع يعلم كذبه، بل ولا يجوز تأويل ما علم كذبه بتقدير ثبوته (٣).

يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: " فأما إذا علم أن اللفظ كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجز أن يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ حَدَّثَ عَنِّى، بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ) (٤)، ولا يجوز تفسير ما علم أنه كذب بتقدير ثبوته" (٥).

٥ - الأخذ بظاهر النصوص:

ويعتقد أهل السنة أن الله خاطبنا بما نفهم، وأراد منا اعتقاد ظاهر النصوص على الوجه اللائق، فنصوص الصفات مثلاً تجري على ظاهرها بلا كيف، كما تظافرت عبارات السلف في ذلك، فتثبت له الصفات الواردة بلا تمثيل، فلو كان ظاهر النصوص غير مراد لما


(١) مجموعة ملفات الشيخ (ص ٤٠ - ٤١).وينظر: مجموعة ملفات الشيخ (٨٨ - ٨٩) و (١٢٧ - ١٢٨)، وشبهات حول السنة (٥٨) وما بعدها.
(٢) الفرقان بين الحق والباطل، ضمن مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٨ - ٢٩)، وينظر: درء التعارض (٥/ ٢٥٥ - ٢٥٦)، والصواعق المرسلة (٢/ ٧٤١ - ٧٤٢)، قواعد المنهج السلفي لمصطفى حلمي (ص ٢٥٣)، في العقيدة الإسلامية بين الفلاسفة والمعتزلة لمحمد خفاجي (ص ٨١ - ٨٤).
(٣) والمتأمل لكلام الشيخ - رحمه الله - وفتاويه يلحظ أنه لا يحتج بالضعيف بل في أكثر الأحيان يقول: "وفي الحديث الصحيح".
(٤) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (١/ ٩).
(٥) نقض التأسيس (٣/ ٤٨٦ - ٤٨٨)، وينظر: ذمّ التأويل لابن قدامة (ص ٤٧)، التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى (١/ ٢٥٠ - ٢٥١).

<<  <   >  >>