للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(ثالثاً) - حجية السنة في العقيدة ومن ذلك خبر الآحاد، وهذا من القواعد الكبرى في منهج السلف رحمهم الله وتميزوا بها عن كثير من أهل الأهواء والبدع؛ والقول بأن أخبار الآحاد لا تفيد العلم ومن ثم فلا يحتج بها في العقيدة بدعة كبرى تلقفها أو أحدثها المعتزلة (١).

قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -: " أحاديث الآحاد الصحيحة قد تفيد اليقين إذا احتفت بالقرائن وأفادت غلبة الظن وعلى كلتا الحالتين يجب الاحتجاج بها في إثبات العقيدة وسائر الأحكام الشرعية ولذلك أدلة كثيرة ... منها:

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرسل آحاداً الناس بكتبه (٢) إلى ملوك الدول ووجهائها ككسرى وقيصر يدعوهم فيها إلى الإسلام عقيدته وشرائعه ولو كانت الحجة لا تقوم عليهم بذلك لكونهم أحاداً ما اكتفى بإرسال كتابه مع واحد لكونه عبثاً ... " (٣) (٤).

(رابعاً) - أن الصحابة أعلم الناس بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالعقيدة، لذلك فأقوالهم وتفاسيرهم للنصوص حجة لأنهم رضي الله عنهم قد اكتمل فيهم الفهم والمعرفة لأصول الدين التي دل عليها كتاب الله المنزل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) ينظر: الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (ص ٧٢)، والتمهيد لابن عبد البر (١/ ٢)،شرح الكوكب المنير لابن النجار الفتوحي (٢/ ٣٥٢)،ولوامع الأنوار البهية (١/ ١٩)، والمسودة في أصول الفقه لآل تيمية (ص ٢٤٨)،ومجموع الفتاوى (٢٠/ ٢٥٩ - ٢٦٣)، شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (٢/ ٥٤٠ - ٥٤٣)،ومذكرة في أصول الفقه للشنقيطي (١٠٤ - ١٠٥)، شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار (ص ٧٦٩).
(٢) ينظر: في ذلك كتاب أخبار الآحاد من صحيح البخاري (١٣/ ٢٤٤).
(٣) مجموعة ملفات الشيخ (ص ١٦٠)، ينظر: شبهات حول السنة للشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - (ص ٢٧ - ٣٣).
(٤) ولذلك أدلة كثيرة ذكرها أبو محمد على بن حزم في مباحث السنة من كتاب الأحكام في أصول الأحكام (٢/ ٧٨ - ٨٨)، وذكرها ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (١/ ٧٥) وما بعدها، والشافعي في الجزء الثالث من كتابه الرسالة فصل في " الحجة في تثبيت خبر الواحد" (١/ ٤٠١) وما بعدها.

<<  <   >  >>