للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متبعين ولا مؤتمين بحقيقة السنة التي جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، بل ولا بحقيقة القرآن" (١).

وبين شيخ الإسلام: ما يترتب على تعطيل السنة، فقال: " والخوارج لا يتمسكون من السنة إلا بما فسّر مجملها دون ما خالف ظاهر القرآن عندهم، فلا يرجمون الزاني، ولا يرون للسرقة نصاباً، وحينئذٍ فقد يقولون: ليس في القرآن قتل المرتد، فقد يكون المرتد عندهم نوعين ... " (٢).

والذي أدى بالخوارج إلى مثل هذه الآراء هو سوء فهمهم للقرآن، فهم لم يقصدوا معارضته، ولكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يُوجب تكفير أرباب الذنوب، وإذا كان المؤمن هو البر التقي، فمن لم يكن براً تقياً، فهو كافر مخلد في النار. ثم قالوا: إن عثمان وعلياً، ومن والاهما ليسوا بمؤمنين؛ لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله. فكانت بدعة الخوارج لها مقدمتان -كما يقول ابن تيمية - الأولى أن من خالف القرآن بعمل أو رأي أخطأ فيه فهو كافر. والثانية أن عثمان وعلياً، ومن والاهما كانوا كذلك، وكلا المقدمتين خطأ (٣).

١٢ - سرعة التقلب واختلاف الرأي وتغييره (عواطف بلا علم ولا فقه)، لذلك يكثر تنازعهم وافتراقهم فيما بينهم، وإذا اختلفوا تفاصلوا وتقاتلوا.

١٣ - التعجل في إطلاق الأحكام والمواقف من المخالفين (سرعة إطلاق الحكم على المخالف بلا تثبت).

١٤ - الحكم على القلوب واتهامها، ومنه الحكم باللوازم والظنون.

١٥ - القوة والخشونة والجلد والجفاء والغلظة في الأحكام والتعامل، وفي القتال والجدل.


(١) مجموع الفتاوى (١٩/ ٧٣).
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/ ٤٨ - ٤٩).
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٠ - ٣١)، ودراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين (ص ٦٧).

<<  <   >  >>