للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - نفيهم صفة الكلام عن الله عز وجل؛ أما أهل السنة والجماعة فيثبتون الكلام لله حقيقة على ما يليق به، ومنه أن الله تعالى نادى موسى حقيقة بكلام سمعه موسى في حينه (١).

الجهمية إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلى الإسلام، بنت مذهبها على مقالات كلامية، ولها ثلاثة إطلاقات (٢).

الأول: الجهمية الأولى الغلاة، الذين ينكرون أسماء الله وصفاته وأفعاله، ويردون النصوص المتعلقة بها، أو يؤولونها، ويقولون بالإرجاء والجبر، ويسمون أيضاً بالجهمية الخالصة، أو المحضة.

الثاني: المثبتون للأسماء دون الصفات من المعتزلة ومن وافقهم، من الرافضة، والزيدية، والخوارج، والنجارية (٣)، والضرارية (٤)،

ونحوهم.

الثالث: الصفاتية، وهم الفرق الكلامية التي تثبت الأسماء الحسنى وبعض

الصفات على اختلاف بينهم فيما يثبت وما ينفى، كالكلابية (٥) والأشاعرة (٦)،


(١) ينظر: تعليق الشيخ على تفسير الجلالين (ص ٢٥٢).
(٢) التسعينية لابن تيمية (١/ ٢٦٥، ٢٧٠ - ٢٧١).
(٣) النجارية: أصحاب الحسين بن محمد النجار، وهم جبرية في الأفعال، معطلة في الصفات، مرجئة في الإيمان، وأهم فرقهم ثلاث: برغوثية، زعفرانية، مستدركة.
ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١٣٨)، المقالات (١/ ١٩٩)، الفرق بين الفرق (ص ٢٠٧).
(٤) الضرارية: أصحاب ضرار بن عمرو الكوفي، وهم يشابهون النجارية في كثير من أقوالهم، وقد عدها الشهرستاني من الجبرية، وعدها كل من ابن حزم، والسكسكي ضمن المعتزلة، وعدها الأشعري والبغدادي فرق مستقلة.

ينظر: الملل والنحل (١/ ١٤٢)، الفرق بن الفرق (ص ٢١٣)، البرهان (ص ٣٩).
(٥) الكلابية: هم أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب من آرائهم: أن أسماء الله وصفاته لذاته لا هي الله ولا هي غيره، وأنها قائمة بالله، ولا يجوز أن تقوم بالصفات صفات، وأن الصفات لا تتغاير، وأن العلم لا هو القدرة ولا غيرها، وكذلك سائر الصفات، وأن الإيمان لا يتفاضل بمعنى أنه شيء واحد لا يزيد ولا ينقص. وأن القرآن معنى قائم بالنفس لا يتعلق بالقدرة والمشيئة، وأنه لازم لذات الله.
ينظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٢٤٩ - ٢٥٣، ٢/ ٢٢٥ - ٢٢٧)، نهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني (ص ١٨١)، أصول الدين لعبد القاهر البغدادي (ص ٥٠).
(٦) الأشاعرة: هم طائفة من طوائف أهل الكلام، ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري في مذهبه الثاني بعد رجوعه عن الاعتزال، وعامتهم يثبتون سبع صفات فقط لله تعالى، ويوافقون المرجئة في الإيمان، والجبرية في القدر.
ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٩٤)، خبيئة الأكوان لصديق حسن خان (ص ٥٠ - ٥١).

<<  <   >  >>