للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفات الله تعالى قائمة بالذات ملازمة لها، وليست هناك ذات مجردة عن الصفات (١).

٤ - وقالوا: إن كلام الله مخلوق في كل.

٥ - وقالوا: بأن الله لا يُرى بالأبصار يوم القيامة وتأولوا كل النصوص في ذلك.

٦ - أخضعوا العقل في ردهم لما ثبت من صفات لله قائمة بذاته مثل الرؤية وغيرها وكأنهم أخذوا ذلك من الفلاسفة.

٧ - نفوا القدر بمعنى إنكار عموم مشيئته وشمول قدرته سبحانه وتعالى، وقالوا: بأن العبد مريد لفعل نفسه الاختياري خالق له بقدرته التي أودعها الله فيه، وقالوا: بأن الله أراد -كونا- الخير والناس هم الذين أرادوا لأنفسهم الشر، وقد خالفوا أهل السنة في ذلك فقد أثبتوا لله عموم قدرة ومشيئته الكونية خلافاً للمعتزلة ومن ذهب مذهبهم، إذ لا يكون من الله فعل إلا بإرادته (٢).

٨ - أوجبوا على الله عقلاً أن يدخل من مات على الإيمان والطاعة والتوبة الجنة، كما يجب عليه عقلاً أن يدخل من ارتكب كبيرة النار ويخلد فيها وسموا هذا وعداً ووعيداً وكأنهم أخذوا هذا من الخوارج.

٩ - ومن أصولهم التحسين والتقبيح العقليان، وقالوا: بأن العقل يدرك حسن الحسن وقبح القبيح فتمكينه معرفة، وقالوا: بأنه لو لم يرد الشرع ببيان الحسن والقبيح لوجب بالعقل فعل الحسن وترك القبيح؛ وهذا أصل فاسد.

١٠ - قالوا: بأن الله حكيم فلا يفعل إلا الصلاح، وأوجبوا عليه بالعقل رعايته ذلك، أما الأصلح فقد اختلفوا في وجوبه وسموا ذلك عدلاً وكأنهم أخذوا هذا الأصل من زعماء القدرية، وهذا مبني على ما ذهبوا إليه من قولهم في التحسين والتقبيح العقليين (٣)؛ وبذلك خالفوا أهل السنة والجماعة الذين يثبتون القدر بجميع مراتبه.


(١) ينظر: فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي (١/ ١٦١).
(٢) تعليق الشيخ على تفسير الجلالين (ص ١٢، ٣٢،٨٠، ٢٦١).
(٣) ينظر: مذكرة التوحيد (ص ٥٨).

<<  <   >  >>