للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنها واحدة من كل وجه. وبذلك لا يوصف الله بصفات تستوحى معانيها من تجارب الحس؛ لأنها إضافات لا تتفق مع الواحدة الخالصة.

وهذا ما اشترك فيه الإسماعيلية مع غيرها من الفرق الضالة التي حاولت طمس معالم الإسلام وتقويض أصوله.

٢ - بناء على عقيدتهم في (الألوهية) فإن العقل الأول هو الذي دبر الكون وأرسل الرسل والوحي إلى الأنبياء.

والناطق السابع عندهم بالوحي هو "محمد بن إسماعيل" الذي نسخ شريعة الإسلام.

٣ - الإمام وهو محور الدعوة الإسماعيلية، وهو وارث الأنبياء جميعاً، ووارث كل من سبقه من الأئمة، ويصفونه بصفات ترفعه إلى ما يشبه الإله، ويخصونه بعلم الباطن لما له من صفات قدسية، فهو يد الله وجنب الله ووجه الله (١).

وهكذا نرى الإسماعيلية تصل إلى أخطر النتائج، وهي فتح باب النبوة وعدم إغلاقه على الإطلاق، وهذا يعني أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - لم يكن خاتم النبيين، ولا برسالته أكمل الدين. فالنبوة مستمرة بصفة دورية!!.

وعلى هذه الفكرة الخبيثة قامت (دعوة القاديانية والبهائية) في العصر الحديث، وهذا القدر من عقائد الإسماعيلية كاف للحكم بكفرهم وموضح لخبث هدفهم، وسوء نيتهم، وتهافت فكرهم.

ويتبين مما سبق أن مذهب الإسماعيلية قد تأثر بعقائد الفرس القديمة، والأفكار الهندية المشوشة، والمسيحية المحرفة، وعناصر من الفلسفة اليونانية التي انصهرت كلها في عقيدة باطنية تقوم على استخلاص الباطن من الظاهر عن طريق التأويل الفاسد المهلك الذي يمكنهم من توجيه دعوتهم إلى كافة مستويات أتباعهم (٢).


(١) ينظر: دراسات في الفرق والمذاهب القديمة والمعاصرة لعبد الله الأمين (ص ٦٧ بتصرف).
(٢) ينظر لما سبق من عقائد فاسدة: بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص ٥٣ - ٥٨)، فرق الشيعة للحسن بن موسى النوبتخي (١/ ٦٨ - ٦٩)، الفرق بين الفرق (١/ ٤٦)، الفصل في الملل والأهواء والنحل (٢/ ٩١)، التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية لطاهر الإسفراييني (١/ ٣٨)، فضائح الباطنية للغزالي (١/ ١٦)، منهاج النبوة لابن تيمية (٦/ ٤٣٧) (٨/ ١٢).

<<  <   >  >>