للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد رد الشيخ عليهم عند تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)} المجادلة: ١:عالم، فقال الشيخ - رحمه الله -: " الصواب أن العلم غير السمع والبصر، فالسمع تدرك به الأصوات جهراً كانت أم سراً، والبصر تدرك به المرئيات، والعلم محيط بذلك وبغيره من أحوال العلم، وكل من السمع والبصر والعلم من صفات الله التي تثبت بالسمع والعقل، فيجب الإيمان بها جميعها دون إرجاع بعضها إلى الآخر" (١).

٥ - بين الشيخ خطأ الجلالين في أخذهم لتأويل الجهمية، وأن لازم الصفة التي فسروا بها تدل عقلاً على ثبوت الصفة التي نفوها، وبين منهج السلف في إثبات الصفات.

فقد رد الشيخ - رحمه الله - على المفسر لما فسر قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ} الصف: ٤بـ (ينصر ويكرم)، فقال: " هذا من تأويل الجهمية نفاة الصفات الذين يحيلون أن يتصف الله بالمحبة حقيقة، فيؤولون ما ورد من ذلك بالنصر والإحسان، أما السلف فيثبتون المحبة صفة لله حقيقة على ما يليق بجلاله، ويتبع ذلك النصر ونحوه من آثارها، بل ثبوت لازمها الذي فسروها به يدل عقلاً على ثبوتها، فلزمهم ما فروا منه" (٢).

٦ - نقد الشيخ على المفسر التأويل لصفة اليد وبين الصواب في ذلك.

فقال الشيخ - رحمه الله - في رده على تفسير قوله تعالى: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} الملك: ١ بـ (السلطان والقدرة): " ها هنا أمران: الأول عموم قدرة الله وكمال تصرفه في الكون بيسر وسهولة، وهذا مستفاد من كون الملك بيد الله، والثاني ثبوت صفة ذات لله تعالى، وهذا مستفاد من إضافة اليد إليه تعالى، فكل من الأمرين حق مستفاد من الآية، أما ما ذكر الشارح فمع ما فيه من تأويل اليد فراراً من إثباتها صفة لله فيه اضطراب في العبارة، إذ تقدير الكلام على تفسيره تنزه عن صفات المحدثين الذي في تصرفه السلطان والقدرة، ولا شك أن السلطان والقدرة ليسا في التصرف" (٣).


(١) تعليق الشيخ على تفسير الجلالين (ص ١٥٣).
(٢) تعليق الشيخ على تفسير الجلالين (ص ١٧١).
(٣) تعليق الشيخ على تفسير الجلالين (ص ١٩٥).

<<  <   >  >>