للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على عبده، ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فهذه نهاية هذا البحث، حيث عشنا فيما مضى مع عَلَم من أعلام هذه الأمة الذي كان من نوادر عصره علماً وأدباً وفضلاً وكرماً ونبلاً، وهو الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -، وكان الكلام حول منهجه في تقرير عقيدة السلف، وموقفه من المخالفين لها؛ فأشكر الله على ما وفق إليه من إتمام هذا البحث، بحسب الجهد والطاقة، ولا أدعي فيه الكمال والإحاطة، فإن أصبت فيما بحثته وعرضته فهو من فضل ربي وتوفيقه، فله الحمد والفضل والثناء الحسن، وإن أخطأت في ذلك أو بعضه فهو مني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، وأستغفر المولى جل وعز وأتوب إليه، فلم أقصد سوى الحق.

ويمكن إيجاز أهمّ ما توصلت إليه من خلاصة لهذا البحث فيما يلي:

١ - من خلال دراسة سيرة الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - الذاتية، تبين لي إعراضه: عن الشهوات الدنيوية وهمّته في المقامات العلوية عند رب العالمين.

٢ - مكانته العلمية البارزة حيث يعد شيخ جيل من علماء المملكة العربية السعودية.

٣ - أن مصادر تلقِّي العقيدة، والأحكام الشرعية عند الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -، هي الكتاب العزيز، والسنة المطهرة، والإجماع المؤيد بهما، وبالعقل الموزون بموازين الشرع، وبالفطرة السليمة؛ وقد كان: عاملاً بجميع الأدلة، غير مطرح لبعضها، مقدماً فهم السلف الصالح وعلمهم -من الصحابة والتابعين، أهل القرون المفضلة وأحوالهم- على فهمه وفهم من بعدهم. فهو بهذا نهج منهج أهل الحديث، أهل السنة والجماعة.

٤ - ربطه: بين العلم والعمل، وهذا هو دين العلماء الربانيين الراسخين في العلم.

٥ - سلوكه مسلك السلف في بيان العقيدة بالأدلة وتأصيلها والرد على مخالفيها ومناقشتهم ورد باطلهم، وقرر ما عليه أهل السنة والجماعة.

٦ - تميز الشيخ عبد الرزاق: بسلامه صدره -كسلامة منهجه- في باب النقد والتعديل والتجريح للعلماء وغيرهم، واعتداله في الحكم على الناس، وكان ذلك

<<  <   >  >>