للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوسطى في أوربا إلى اللاتينية ونشره «ميلنختون» عام ١٥٣٧ م، وكانت هذه المخطوطة من مخلفات «رجيومونتانوس» في «نورنبرج».

ومن بين العلماء المشهورين الذين تلألأ نجمهم في الفلك ثابت بن قرة تلميذ محمد بن موسى فقد حسب ثابت هذا ارتفاع الشمس وطول السنة الشمسية، وغير ثابت بن قرة نجد البتاني (٨٨٧ - ٩١٨ م)، وقد ذاع صيته في أوربا في العصور الوسطى إبان حركة إحياء العلوم، وقد بلغ ما بلغ من توفيق عن طريق دقته الحسابية لمعرفة التفاوت بين خطوط الطول للسنتين المدارية والفلكية وعاونه على بلوغ هذه النتائج قياسه دوران الأرض حول الشمس، وقد استخدم لتحقيق هذه الغاية وسيلتين ولم يكتف بواحدة لقد صحح أبحاث ومحاولات الخوارزمي بواسطة تجاربه التي قام بها لفحص ظهور الهلال وكسوف الشمس وخسوف القمر والزاوية الواقعة بين خطين يكونان زوايا متقابلة. أما المقدمة الفلكية لزيجه المشهورة فقد ترجمها «رجيو مونتانوس» إلى اللاتينية وزودها بشرح. وفي عام ١٥٣٧ نشرها في «نورنبرج» مع كتاب الفرغاني فعرفتها أوربا. وفي عام ١٦٤٥ ظهرت طبعة جديدة في «بولونيا» مستقلة وعنوانها اللاتيني «كتاب محمد البتاني في الفلك مع تعليقات يوحنا رجيو مونتانوس». وقد اهتم «كوبرنيكوس» بالعلماء العرب وحتى حوالي عام ١٨٠٠ م نجد الفرنسي «لابلاس» يستفيد من كتب ابن يونس القاهري في دراساته وأبحاثه.

وقد قام البتاني كذلك بوضع حساب دقيق لدائرة البروج واستخدم وسائل جديدة لتحديد عرض المكان، وجاء بعده ابن الهيثم فتوصل إلى طرق أخرى حديثة؛ وذلك بفضل نظريته الخاصة بالأشعة وانكسارها. هذه النظرية التي كانت نقطة تحول في أبحاث العالم في الطبيعة وبخاصة الضوء (١).

والحسن بن الهيثم (٩٦٥ - ١٠٣٩ م) هو الذي أثر في أوربا تأثيرًا بعيدًا وعرفته تحت اسم «الحسن» وكان أشهر الأساتذة العرب الذين أخذوا بيدها في هذا المضمار


(١)) تقصد المؤلفة كتاب: المناظر تأليف أبي الحسن بن الحسن بن الهيثم البصري المصري المتوفى سنة ٤٣٠ هـ (المترجم).

<<  <   >  >>