للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من البحوث، فقد وضع نظرية حول حركات الأفلاك على أطباق غير شفافة وقد شغلت هذه النظرية العصور الوسطي كثيرًا كما خلفت لنا أثرًا في المكان الخاص بـ «شتم» بالقرن من مدينة «إينزبروك» حيث توجد إلى الأمام مائدة من خشب القرو ترجع إلى عام ١٤٢٨ م، وقد صنعت في «أوجسبرج»، وهي تبين حركة الأفلاك الستة حسب نظريته وفي صورة نموذجية.

لكن شهرة هذا العالم العربي لم تقم على هذه النظرية فقط؛ ففضله على الفلك يتجلى في اكتشافه أن جميع الأجرام السماوية ومن بينها النجوم الثابتة ترسل نورها، عدا القمر الذي يستمد نوره من الشمس. وهذه النتيجة التي انتهى إليها ابن الهيثم نقلته إلى فكرة أخرى جديدة أدت إلى ثورة عارمة في علم الفلك فقد عارض ابن الهيثم العالمين الإسكندريين «أويقليد» و «بطليموس» فأثبت خطأ نظريتهما، وبذلك نجح في فرض آرائه الجديدة.

والمسئول عن هذا كله كان نهر النيل والآراء التي قال بها خاصة بالفيضان السنوي واستغلالها في سبيل خدمة وادي النيل. لقد عاش ابن الهيثم كطبيب وموظف بالقصر في البصرة على الخليج العربي عندما علم في القاهرة الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله أن رجلا على استعداد لأن ينظم فيضان النيل، وبذلك يحل مشكلة من أعوص المشاكل التي تشغل بال سكان الوادي فاستدعى الخليفة هذا العالم من البصرة إلى القاهرة وعند وصوله استقبله الخليفة كعادته استقبال الملوك وقدم له مختلف الوسائل لتحقيق أهدافه. فسافر ابن الهيثم ومعاونوه حتى بلغ أعالي النيل، ومن ثم شرع في دراسة حالات النهر وتياراته في أسوان وغيرها من جهات النيل، وكان ابن الهيثم أنى ينتقل يشاهد من الآثار المصرية الفرعونية ما أثار دهشته وتقديره، فقد شاهد المعابد والمقابر وغيرها من الآثار التي ترجه إلى آلاف السنين فالمعابد شامخة والأهرامات قائمة فأمام هذه الأبنية الشاهقة التي تشهد بتفوق قدماء المصريين هندسيًا وفنيًا لم يسعه إلا أن يعترف بعظمة هذا الشعب المصري العظيم والذي كان من المهارة الهندسية بحيث خلق هذه المعجزات. وبالرغم من ذلك لم يحاول تنظيم الفيضان فلا بد أن هذا التنظيم من الأمور

<<  <   >  >>