الفلكية. ففي القرن الخامس عشر نشر «رجيومنتانوس» مجموعة من الرسائل حول هذا الأسطرلاب.
وفي عام ١٢٠٤ كتب الفلكي البافاري «يعقوب زيجلر» شرحًا لرسالة الفلكي الطليطلي وفي عام ١٥٣٤ ظهرت ترجمة لاتينية وضعها (يوحنا شونر) في نورنبرج وترجمة عنوانها: (النظرية التي ظهرت حديثًا حول أسطرلاب الفلكي الزركلي).
وقد اهتم بالمسائل الطبيعية والنجوم والفلك أيضًا مواطن من مواطني ابن الهيثم وهو لا يقل عنه شهرة وأعني بذلك المواطن «الكندي»، وقد توفي عام ٨٧٣ م واشتهر في أوربا شهرة عظيمة وقد سمي فيما بعد باسم فيلسوف العرب ووضع نحوًا من مائتين وخمسة وستين كتابًا في مختلف أنواع العلوم، ومن بينها بحث حول تقهقر الأفلاك واللغز الأول لعلم الفلك، وقد حاول اليونانيون معالجة هذا الموضوع فلم يهتدوا إلى نتيجة حتى جاء العالم العربي البطروغي الأندلسي وتوصل إلى الحل؛ كما أنه نقض نظرية بطليموس الخاصة بانحراف الأفلاك والدوائر التي ليس لها مركز مشترك، وبذلك مهد الطريق للعالم «كوبرنيكوس». أما كتاب البطروغي في الهيئة فقد ترجمه «ميخائيل سكوتوس» عام ١٢١٧ وهو فلكي القيصر فريدريش الثاني إلى اللاتينية.
والكندي هو أول من استخدم الفرجار لقياس الزوايا في الهندسة كما حسب أثقال بعض السوائل الخاصة وأجرى عدة تجارب على الجاذبية وسقوط الأثقال. أما كتابه حول سقوط الأجسام من أعلى فلم يحظ بمن يترجمه إلى اللاتينية، كذلك الحال مع نظرية الذرة التي وضعها عام ١٠٠٠ م الطبيب القاهري علي بن سليمان، وقد عالج في رسالته الذرية هذه مسألة إمكانية تقسيم الجسم إلى جزئيات، وهذا التقسيم لا ينتهي، وأن الإنسان لا يصل إلى نتيجة من جسم غير قابل للتجزئة.
كذلك لم تلفت أوربا ملاحظات العرب المتعلقة بالبقع الشمسية والتي تنبهت إليها أوربا عام ١٦١٠ م فقط، وما يقال عن البقع الشمسية يقال أيضًا عن ذبذبة محور الكرة الأرضية، ولو أن الناس لا يشعرون بها نظرًا لكبر الأرض.