للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سجل ابن الجزار جميع تجاربه التي جمعها في رحلاته هذه، وأضاف إليها ما جمعه من رحلته حاجًا وضمنها كتابه المفيد جدًا والذي ترجم قديمًا إلى اللاتينية والعبرية واليونانية، ويرجح أن النسخة العربية التي وصلتنا هي ترجمة عن الترجمة اليونانية.

والواقع أن هذا الكتاب المهم جدًا كان هدف المؤلف وغايته فهو شامل لجميع أمراض الشعوب فشخصها ووصف لها الدواء، وهو كتاب لا يستغني عنه إنسان.

ثم نجد الطبيب علي بن العباس يهدي الطب كتابه المشهور «الكتاب الملكي»، فهو ثاني كتاب بعد المؤلف الذي تصدر عالم التأليف عمرًا طويلا، فالعالم القديم لم يعرف لمثل هذا الكتاب مثيلا، والآن لا نعدم ظهور المنافسين.

ففي الغرب كتب أبو القاسم (٩٣٦ - ١٠١٣ م) نجم الجراحة العربية في قصر الحكم الثاني في قرطبة كتابه الشهير الذي ضمنه تجاربه، وهو المعروف باسم: التصريف؛ والجزء الثالث من هذا الكتاب هو أساس الجراحة الأوربية، الذي دفع من قيمة هذا الفن الشافي الذي كان محتقرًا في أوربا، وهو يعتمد على علم التشريح الذي هو فرع من الطب وله نفس الأهمية التي للفروع الأخرى.

كذلك ظهر في الأندلس ابن زهر (١٠٩١ - ١٠٦٢ م) وهو من أشرة أشبيلية، وقد اشتهرت هذه الأسرة بالطب وهي ترجع أصلا إلى الوطن العربي أعني إلى الجزيرة العربية، وأشهر كتبه: التيسير؛ وهو كتاب لا يستغني عنه الطب، فهو كتاب جيب الطبيب، كما أنه يشير إلى أن مؤلفه من أحسن علماء التشريح ومن أكثرهم خبرة بتاريخ الأمراض ومن أبرع الأطباء الذين خدموا المستشفيات. فاسمه لا يقل لمعانًا في تاريخ الطب العربي عن الرازي، كما أنه لا يقل شهرة عن أبقراط حيث يتفق معه في السمو بالطب وتخليصه من الفلسفة والدين مع التواضع والاستقلال في المشاهدات والتفكير.

وأهم كتبه هو ذلك الكتاب الذي أهداه إلى تلميذه النابه وصديقه الشهير «ابن رشد» (١١٢٦ - ١١٩٨ م)، وقد أجابه على حسن صنيعه معه بكتابه «الكليات».

<<  <   >  >>