للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما أستاذه في التشريح «سيلفيوس» فقد كتب عام ١٥٤٥ شرحًا على الرازي هو نفسه أبو التشريح وأبو الطب الأوربي عامة؛ كذلك نعلم أن الألماني «أندرياس فيزاليوس» قد تعلم اللغة العربية أيضًا وأجهد نفسه في سبيل إعادة نشر الكتاب التاسع من الكتاب المنصوري لمؤلفه الرازي وفي لاتينية أسلم وأقوم. كما ظهر من الكتاب العربي العظيم الموسوم باسم كتاب الحاوي في الفترة الممتدة بين عامي ١٤٨٦ و ١٥٤٢ خمس طبعات كاملة، كذلك عدة طبعات من بعض فصوله. أما كتابه عن الجدري والحصبة، فقد طبع بين عامي ١٤٩٨ و ١٨٦٦ أكثر من أربعين مرة، وقد ظلت هذه الرسالة الصغيرة موضع اهتمام وتقدير العالم المتمدين زهاء ألف عام وما زالت حتى يومنا هذا المرجع الهام الذي يستغنى عنه والمثال الذي يحتذى.

ومن المؤلفات القيمة التي لها مكانة لا تقل عن معاجم الجيب، تلك الجداول التي وضعها ابن جزلة وابن بطلان، فقد ترجمت هذه الجداول أكثر من مرة إلى اللاتينية وعليها اسم المؤلف في صيغة لاتينية غامضة جدًا، وقد ترجمت إلى الألمانية وظهرت في مجلد واحد تحت اسم مفاده «جداول الشطرنج الصحي».

أما الكتاب الملكي لعلي بن العباس، فقد شاءت الأقدار أن ينال خطوة عظيمة وذلك عن طريق عالمين من العلماء الإنسانيين تجمع بينهما صلات القرابة في مدينة نورنبرج. ففي حوالي عيد ميلاد عام ١٤٩٣ م تسلم العالم النورنبرجي الطبيب الشهير «هارتمان شيدل» رسالة من بادوا حيث كان يدرس صديقه الشاب «هيرونيموس هولز شوهر» أبلغه فيها عظم فرحه لشرائه الكتاب الطبي العربي الشهير جدًا، الذي ظهر حديثًا في ترجمته اللاتينية في مدينة البندقية. أما مترجمه فهو «إسطفان فون بيزا» فما كان من «شيدل» إلا أن أطلع زميله الطبيب «هيرونيموس مينزر» طبيب مدينة نورنبرج على هذه الرسالة، وقد كان «مينزر» هذا إلى جانب طبه هاويًا القيام بالرحلات ودراسة الجغرافيا، وهو الذي أرسل إلى ملك البرتغال رسالة تحثه على وجوب الاهتمام بتمكين «كولومبوس» من القيام برحلته

<<  <   >  >>