للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى الهند مجتازًا الطريق البحري الغربي. وكان هذان الطبيبان يهويان اقتناء الكتب المطبوعة الحديثة؛ لذلك فرح «مينزر» كثيرًا عندما أطلع على مضمون هذه الرسالة وحصول «هير ونيموس هولز شوهر» على هذا الكتاب القيم، كما أعجبه تقديره واهتمامه بالعلم هذا التقدير الذي دفعه إلى شراء هذا الكتاب؛ لذلك قرر «مينزر» إهداء «هولزشوهر» كريمته الوحيدة كزوج له. فقد كان كتاب علي بن العباي هو الدافع إلى هذا الزواج الذي تم بين «هيرونيموس هولز شوهر» و «دورثيا مينزر» وهكذا أصبحنا نجد «هولز شوهر» يصير عضو مجلس المدينة وعمدة نورنبرج و «هولز شوهر» هذا هو الذي رسمه الفنان الخالد «ديرر».

كذلك من الكتب التي لقيت رواجًا عظيمًا وأقبل عليها المترجمون كتاب «دليل المسافرين» أو «الرحلة»، وقد نبه إلى عظيم فائدته قنسطنطين الإفريقي. ففي باريس وكولونيا وجامعات أخرى كان يدرس هذا الكتاب كمادة إجبارية على الطلاب، وظل الحال كذلك مئات السنين. وهو يعتبر إلى جانب إيساغوجي حنين بن إسحق والمنصوري للرازي والتيسير لابن زهر والكليات لابن رشد والقانون لابن سينا من أهم الكتب الرئيسية في برامج الدراسة الطبية في مختلف الجامعات حتى القرن السادس عشر في أوربا. وفي جامعتي «توبنجن» و «فرنكفورت» الواقعة على الأودر كانت برامج كليات الطب تعتمد حتى القرن السادس عشر على مؤلفات ابن سينا والرازي.

وبالرغم من أن الغرب تنكر للغرب إلا أن المؤلفات العربية وبخاصة ما يختص منها بأمراض العيون ظلت متداولة حتى القرن الثامن عشر، وقد دخل كثير من اختراعات العرب وتجاربهم القيمة الطب الدولي بالرغم من إخفاء الأسماء العربية والتغاضي عن ذكر فضل العرب.

لكم من هم الذين لا يزالون يعرفونهم اليوم؟ ومن يعرف المؤثرات الطبية العربية التي أخذت تلعب دورها في أوربا منذ عهد قنسطنطين الإفريقي؟ ومن يعرف حتى اليوم عظمة وخطورة الدور الذي قام به العرب في سبيل تطور ونشأة الطب في أوربا؟

<<  <   >  >>