للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠ رطل نردين ... ١٠ أرطال أوراق شجرة سليفا

١٠ أرطال بخور ... ٣ أرطال نيلة

١٠ أرطال مستكة ... ٢ أرطال سعتر

٣ أرطال مر ... ١٠ أرطال ميعة

١٠ أرطال بلسم

وحتى المراهم والكثرة المطلقة من التوابل والعقاقير والنباتات الطيبة والبخور التي كانت تملأ مخزن الدير حملها التجار من الشرق الأقصى وقطعوا آلاف الأميال حتى جاءوا بها إلى أقصى الغرب، إن هذه البضاعة كانت ضرورية للاستعمال اليومي فهي ضرورية للطعام للشراب ضرورية للعلاج، وللكنائس أيضًا وحتى رهبان الأديرة، فقد رق ذوقهم وطاب مذاقهم وصفت نفوسهم حتى أصبح من العسير عليهم الحياة بدونها.

أما قائمة دير «كوربي» هذه فقديمة جدًا أقدم من رحلة الطرطوشي بنحو ثلاثة قرون وهي ترجع إلى عصر ملوك المرنجيين. ومنذ حكم أولئك الملوك حتى رحلة الطرطوشي تعرض العالم لكثير من الأحداث التي كانت ذات أثر فعال في تطويره، فخوضا الرين والسوم تعرضا في تلك الفترة لكثير من الهزات التي لم يريا مثلها في القرون السابقة؛ فالجرمان أقبلوا بجحافلهم من الشمال وقضوا على الدولة الرومانية، لكن زوال الإمبراطورية العالمية لم يغير كثيرًا من الأوضاع العالمية وبخاصة في ذلك الجزء من العالم؛ وذلك لأن الحياة في تلك العصور كان يقررها البحر الأبيض المتوسط، فالشعوب الشمالية لم تستطع تقويض الأنظمة العتيقة وتفتيت حدة الثقافة القديمة، فالذي حدث أن الجرمان اندمجوا في شعوب جنوب أوربا واختلطوا بهم وأصبحوا عنصرًا من عناصرها فمدوا في أجلها. فقد ظل الدين كما كان بالرغم من زوال الإمبراطورية الرومانية وقيام الشرقية. وما يقال عن الدين يقال أيضًا عن الحياة الاقتصادية حول البحر الأبيض المتوسط.

فإذا تركنا الغرب واتجهنا إلى الشرق وجدنا النقيض من هذا، فتجارة الشرق التي

<<  <   >  >>