كان سائداً من قبل أيام حكم العرب، فأبقي على ديوان الخزانة والحسابات والإدارة والجمرك، وهي التي كانت تعرف قديماً باسم ديوان الأحباس وديوان النظر، وغيرها كتلك الخاصة بالتنظيم الإداري وما إليها، وقد احتفظ روجير بأسمائها العربية وموظفيها العرب كما حرص حرصاً شديداً على الحسبة لتنظيم المكوس والأتاوات والمكاييل والموازين وإدارة الأملاك. والذي حدا بروجير على الاحتفاظ بهذا النظام العربي إعجابه به أولاً وتجنباً لما عساه أن يحدث من اضطراب وفوضى. كذلك استخدم أيضاً فرقاً عربية بضباطها وقوادها كما حرص على الاستفادة من أمراء البحرية العرب.
وحرب فريدريش ضد الثوار ثم الحملات الصليبية وفيما بعد حروبه المتصلة ضد البابا والمدن اللومباردية. كل هذه المشاكل مجتمعة كلفته أموالاً طائلة، وديوان الأحباس وديوان النظر وغيرهما من الدواوين العربية فقط هي التي مكنته من جمع الأموال اللازمة للمحافظة على كيان الدولة داخلياً وخارجياً. كذلك استن فريدريش سنة العرب في مسح الأراضي سنوياً وتقدير الضرائب حسب مساحتها وذلك تجنباً لما عساه أن يقع من ظلم عند تقدير الضرائب، فأدخل هذا النظام أيضاً إلى صقلية، كما تكونت لجان لتقدير الأراضي وتقدير الدخل، وتقدير الضرائب، ومقابل الجزية في البلاد الإسلامية التي فرضت على غير المسلمين فرضها هو في مملكته على المسلمين واليهود.
كذلك نجد الضرائب غير المباشرة التي فرضها العرب على المواد التموينية والمواد الكمالية تفرض على سكان صقلية كما كانت فيها من قبل. كذلك نجد احتكار الدولة لبعض السلع الخاصة والمناجم عاد ملكاً خاصاً لرئيس الدولة الذي كانت تتبعه إدارة المكوس، كما احتكرت الحكومة أيضاً بعض البضائع مثل الحرير وغيره من الحاجيات المنزلية، فكما أن هذه الأشياء كانت حقاً من حقوق الدولة العربية منذ أواخر القرن العاشر الميلادي كذلك الحال هنا في صقلية، فقد درس فريدريش هذا النظام وبخاصة إبان إقامته في الشرق، وعند عودته فرض احتكار الدولة للملح والمعادن والقار والكتان، كما استولى على تجارة الحرير وصباغته وجعلها حقاً من حقوق الدولة، كما وضع تجارة الحبوب تحت رقابتها أيضاً.