للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذلك من الأنظمة المالية لأوربأ نظام المكوس الفردريشي، فقد اقتبسه النورمانيون عن رعاياهم العرب إلا أن فريدريش نظمه تنظيماً دقيقاً جداً، فألغي المكوس الداخلية الإقليمية التي كانت كل جماعة تفرضها حسب أهوائها واكتفى فريدريش بالمكوس القائمة عند حدود المملكة فقط. وعقب عودته من الحملة الصليبية أقام في جميع الموانئ وعلى الحدود الشمالية فنادق كتلك الموجودة في البلاد العربية وعلى امتداد طرق القوافل وفي الموانئ حيث تأوي مئات الألوف من التجار والمسافرين. فجميع الصادرات والواردات يجب أن تخزن في مخازن خاصة تابعة لتلك الفنادق وتحت إشراف موظفين خصوصيين، وكانت هذه البضائع توزن موازين حكومية وتباع وتشترى وتفرض عليها المكوس.

وكان في الفنادق الحكومية مصرف لتبادل النقود، وهي أول الفنادق الحقيقية في القارة الأوربية. وكان من عادات العرب التي امتازوا بها الحمامات، لذلك كانوا يقدمون للمسافرين في فنادقهم الحمامات، وقد استفادت البندقية والمدن التجارية الإيطالية الأخرى من هذه التجارب العربية الشرقية، فأدخل الأوربيون نظام الحمامات التي أثارت دهشة وإعجاب سكان الجانب الآخر من جبال الألب. كما استخدم القوم هذه الإصلاحات التي أدخلها العرب في صقلية، ومن ثم انتشرت في مختلف الموانئ الشمالية الإيطالية. وعن طريق التجار أو طوائف الفرسان الألمان أدخلت الفنادق العربية الأصل إلى المدن التجارية الألمانية «هنزا».

ومع الأشياء تأتي الأسماء فنجد الأسماء العربية تشق طريقها إلى العالم التجاري الأوربي مثل: «فندق» و «مخزن». وكذلك «دار الصناعة» و «حوالة Aval» و «ديوان Dune» و «جبل = ملح جبلي» و «عوار» و «حبل» و «مخاطرة» و «رزق» و «شيك» و «سمسار» و «استار استرليني» و «طرح» و «تعريف» و «تفريق» و «سكة».

ومنذ مائة وخمسين عاماً أو أكثر انتقل حكم صقلية من العرب إلى الأوربيين وبالرغم من ذلك ما زالت المسائل المالية والإدارة المالية موكولة إليهم بالرغم من

<<  <   >  >>