للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهمية الاقتصاد في حياة البلاد، فأولئك العرب كانوا دعامة قوية للقيصرية فنشاطهم وإنتاجهم للقيصر فريدريش الثاني وبخاصة في حروبه كان على جانب عظيم من الأهمية.

إن العرب كانوا يكونون في ذلك الوقت الطبقة الممتازة في البلاد، فكبير الأمناء «ريتشارد» كان في الوقت نفسه بمثابة وزير مالية الدولة والمستشار المالي للقيصر، وكانت جميع أموال الضرائب تسلم إليه لينفق منها عن طريق موظفين أمناء على رجال الدولة والجيش والتسليح وسائر ما تحتاج إليه البلاد.

وكما كان الحال في القصر الملكي هكذا كانت الوظائف المالية الكبرى في جزيرة صقلية غالباً في يد عرب، وكانت اللغة العربية هي لغة الدواوين المالية وما زالت تسمى متى اليوم «ديوان»، كذلك اللغة العربية هي لغة موظفي الدرجتين الثانية والثالثة، وعليهم تقوم الدولة ويعتمد القيصر وإليهم الرجوع. وحدث عام ١٢٤٤ م أن المستشار القانوني المسمى وقتذاك «فرنندو كارا كيولو» أخفق في جمع الضرائب المستحقة بالرغم من الضائقة المالية التي تعانيها البلاد فغضب عليه القيصر وطرده وأسند منصبه إلى عربي.

ومن بين كبار موظفي صقلية، ذلك الموظف المعروف باسم «أوبرت فلاموناكا» وهو في الواقع ابن عبدالرحمن، وقد ترقى بجده وكفايته من وظيفة المدير العام المصلحة ضرائب بالرمو إلى المدير العام المالية صقلية وامتد سلطانه حتى القصور الملكية .. وقد استخدم القيصر هذا الموظف النابه في الأعمال الدبلوماسية أيضاً. فقد سافر إلى إسبانيا ومراكش إلى قصر أمير المؤمنين كسفير للقيصر. كما ترأس مرة أخرى بعثة اقتصادية لإجراء محادثات تجارية مع سلطان تونس وقد تسلم مكافأة لهذه المهمة تقدر بنحو ثلاث وأربعين وثلاثة أرباع أوقية ذهباً، «وكان قد أنفقها على نفسه وعلى حراس وفرسان قنصل تونس وهو «هينريش عباس» وللأبل التي أحضرها من تونس في حضوره»، وفي دولة كدولة الأشتوفي كان من المستطاع أن يصر هو على ألا يوقع اتفاقية أو وثيقة إلا باللغة العربية.

<<  <   >  >>