للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قال الشاعر الصقلي ابن حمديس يصف داراً بناها المنصور بن أعلى الناس ببجاية ومطلعها:

واعمر بقصر الملك ناديك الذي ... أضحى بمجدك بيته معموراً

وفي القلاع العربية نجد زخرفة ورسوماً تزينها، وليست هذه الرسوم عبارة عن نباتات وحيوانات فقط بل تعبر عن آدميين أيضاً: ملوك ونسائهم وصيادين وشعراء ونساء جميلات وفرسان وسيدات وكأنهم يطلون من الحيطان والأبواب والقاعات، وحتى في مسجد قرطبة نجد رسوماً تصور القصص الديني الإسلامي مثل أهل الكهف وأغربة نوح، كما نجد الأسد والنسر مستخدمين كعنصرين من عناصر الزخرفة والزينة. وقد ظلت هذه الفنون التعبيرية مستخدمة مثلها مثل الفنون الزخرفية.

وغير الفن العربي نجد زخرفة الأسقف والقباب والردهات والأعمدة، وذلك بتجريدها من ماديتها حتى إن الحائط يكاد يختفى ولا تتبينه العين، وذلك باستخدام الزخارف الجصية ومختلف وسائل الزخرفة، ولعل هذا النوع أثر من آثار الفن الفارسي مثله مثل العقود المدببة التي أكثر الفن الإسلامي من استخدامها، كزخرفة غالباً، أو للتغطية أو بين الأعمدة، على أن تزخرف زخرفة عربية بأوراق الأعشاب أو أعمدة على شكل مراوح. وفي الفن الإسلامي الهندي نجد أحجاراً صماء ونادراً ما تستخدم كأجزاء أساسية في البناء.

ثم انتقل الفن العربي الإسلامي إلى أوربا المسيحية، وكان خط سيره من سمراء المقر العظيم للخليفة على نهر دجلة، وجامع ابن طولون في القاهرة ثم إلى الفاطميين فصقلية النورمانية حيث أحرز هذا الفن نصراً مبيناً؛ وربما انتقل مباشرة إلى النورمانيين في «إيل دفرانس»، لكن من المؤكد أنه انتقل من صقلية العربية كغنائم حرب «بيزية»، ومن ثم انتقل إلى الفن البيزى الرومانتيكي من ناحية أو من ناحية أخرى عن طريق كنيسة «ديزيدريوس» التي شيدها البابا فيكتور الثالث وهي تقع فوق جبل «كاسينو» وهي من الفن البورجندى الرومانتيكي الذي هو عبارة عن غطاء للفن الغوطي الذى نهض به رهبان «كلوني» ورئيس الدير «هوجو»: وذلك

<<  <   >  >>