للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكال دائماً بكيلين فأوروبا عند الاستفادة تهتم بالشكل بينما العرب بالجوهر، وعند دراسة الجوهر في الفن الأوربي نجد الدارس يحاول إرجاعه إلى الثقافة القديمة فإن لم يوفق أهمله وانصرف عنه. وهذه الظاهرة ندركها في الفن الغوطي حيث نجد فيه العناصر العربية الجوهرية، كذلك الفن الروماني فقد صب في الواقع في قوالب شرفية قديمة من آسيا الصغرى، وهكذا أيضاً الفن الجرماني الخاص باستخدام الحيوان في الزخرفة، فهو غالباً فن شعبي آسيوي. أما المعمار العربي الإسلامي فكثيراً ما استعار من البابلي أو الفارسي أو البيزنطي.

وفي «كلوني» يجرى تبار عربي إسلامي ويستمر هذا التيار جارياً حتى يبلغ إنجلترا حيث نجد العقد المدبب العربي الذي انتقل إلى «كلوني» ودخله بعض التطور وأصبح في القرن الرابع عشر على هيئة قطعة فنية تشبه اللهب، وهو يستخدم في النوافذ والمسطحات. وقد انتقل هذا الفن مباشرة من العرب إلى «كلوني» ومنها إلى إنجلترا حيث التقى بالفن المعروف باسم فن «تودور» حيث يوجد عقد تودور وكذلك عقد «كيل» (نسبة إلى مدينة كيل) ونحن نجد الفنين في الجامع الأزهر بالقاهرة حيث يوجد ما يعرف باسم «ظهر الحمار» هو عقد المروحة مع القباب المعروفة والشبابيك كعنصر من عناصر الزخرفة.

ثم أخذ الفن التودوري ينتشر من الجزر البريطانية حتى بلغ الولايات المتحدة وأصبح فيها هو الفن المستعمل في الجامعات الأمريكية.

ومع مرور الزمن أخذ فن المعمار العربي يتغلغل في داخل القارة الأوربية، وأصبحت هذه البلاد وطناً للفن العربي قروناً طويلة، فنجد الغزاة المسيحيين للأندلس يشيدون قصورهم وكنائسهم حسب الفن المعماري العربي الذي استولى على قلوبهم واضطرهم إلى الاستعانة بالفنيين العرب. وما زلنا إلى اليوم نشاهد هذا الفن العربي المعماري. وفي القرنين السادس عشر والسابع عشر نجد الفن المعماري العربي الإسباني يتطور وينتقل إلى الأميريكتين الجنوبية والوسطى حيث نجد الفنين المعروفين باسم «بلاترسكين» و «خورير جرسكين» كما نجد الفن المعماري الذي أخذ عن إسبانيا والمعروف باسم

<<  <   >  >>