للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

«أزوليوس» والذي استخدمه العرب في المباني الدينية والدنيوية وهو القيشاني الذي ما زال حتى يومنا هذا يزين كنائس المكسيك ومساكن أمريكا اللاتينية والدور الإسبانية الحديثة والمكسيكية الجديدة وكذلك في أمريكا الشمالية.

وفي صقلية نجد المعمار العربي أيام حكم النورمان والأشتوفيين يتطور تطوراً عظيماً وينتشر في مختلف جهات إيطاليا، هذا مع الإشارة إلى أن كل ميناء عظيم كان يحتفظ بعلاقاته الخاصة مع العرب والفنون العربية والثقافة العربية سواء عن طريق التجارة أو عن طريق خضوعها للعرب. وليست فقط البندقية بل أيضاً «بيزا» التي أخذت تنمو وتكبر تدريجياً حتى أصبحت سيدة البحار وملكة توسكانا، وذلك بفضل علاقاتها مع العرب. ولما تحالف أسطول «بيزا» مع أسطول جنوة وطردا العرب من سريدينيا، اتحدت بيزا مع النورمانيين للاستيلاء على صقلية وانتزاعها من العرب. ففي عام ١٠٦٣ م أخذت بيزا تشيد كاتدرائيتها الشهيرة وذلك من الغنائم العربية التي غنمتها عند الاستيلاء على بالرمو كما استخدم المسيحيون بقايا مخلفات المساجد التي هدموها في بناء كنيسة «بابتيستريوم» و «كامبانيلا»؛ وهكذا نجد الكاتدرائية متأثرة بالفن العربي تأثراً كبيراً وبخاصة باستخدام الرخام الأسود والأبيض في العقود عند دورانها، وهذا الفن العربي قد استعاره البور جنديون في الفن الروماني، ثم الخطوط الرمادية السوداء التي تزخرف الحوائط الخارجية الرخامية الأفقية والزخرفية التي على السطوح، ثم طريقة استخدام العقود السبعة المختلفة. وعند العرب العقود العادية والعقد المدبب والتطعيم العربي المختلف الألوان، والقاعات ذوات الأعمدة وأخرى كثيرة قد اكتسبتها أوربا من العرب المقيمين في صقلية. فالاتصال مع المدن التجارية الشرقية قوى الرغبة في اقتباس كل ما هو عربي، وهكذا نشأ الفن الرومانتيكي الإيطالي الجميل، وكذلك الفن البيزي الذي شمل بيزا وجميع إقليم توسكانا وعبر حدوده.

أما البندقية فقد اقتبست إلى جانب الفن البيزنطي كثيراً من مختلف الفنون العربية، فالمآذن العربية أصبحت في عصر النهضة أبراج النواقيس في إيطاليا،

<<  <   >  >>