للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والكومبانيلي القائمة قد تأثرت أيضاً بالمئذنة، كما نجد المهندس المعماري الإنجليزي الشهير «ورين» الذي تأثر بالفن الإسلامي يستغل هذا الأثر الإسلامي في تشييد أبراج كنائسه، وأخذ الإيطاليون يجمعون بين القباب والأبراج وجعلوا منها قطعة فنية جميلة. كذلك الحال مع المحاريب التي تشبه الأصداف والتي ظهرت في عصر النهضة والتي هي في الواقع تقليد للمساجد الإسلامية بمآذنها.

وعند تشييد الأبراج العربية من الأحجار أدخلت فيها معدات حربية كثيرة عاد بها الصليبيون من الشرق، وهذه المعدات العربية قد استخدمت في تشييد أسوار المدن الألمانية والأبراج البورجندية والقلاع الإنجليزية والحصون الفرنسية. ومن بين هذه الوسائل الحربية العربية المداخل المستديرة التي تعرقل وتعطل القوة الهجومية للعدو، وكذلك الخوارج للدفاع فمثلها مثل الأبراج القائمة على الحوائط إذ هي تمكن من القيام بهجوم أو دفاع جانبي. أما الخوارج الدافقة والتي يسميها الأوربيون «ماخيكوليس»، فقد أقبل عليها الأوربيون إقبالاً عظيماً، فهذا النوع من الخوارج عربي أصلي جاهلي، وهو عبارة عن حوامل تبرز من الحائط وفوقها مبنى بشبه الشرفة وفي أرضه فتحة يتدفق منها على العدو الزيت الحار الساخن أو القار. ولم تمض عشرة أعوام على معرفة أوربا لها واشتهارها في ألمانيا باسم «أنف القار» حتى استخدمتها فرنسا وإنجلترا في أربعة أبراج، وعوضاً عن الحواجز الخشبية استخدمت أوربا منذ القرن الرابع عشر، لرفع الأبواب وأبراجها وبخاصة في القلاع الإسبانية والفرنسية والإنجليزية والسويسرية والألمانية، صفا من الخوارج المصبوبة تقوم عليها الممرات الواقية المثبتة بالحيطان. وهي تقوم مقام الخوذة من السلاح. وهكذا أصبحنا نجدها من خصائص الأبراج المشيدة للدفاع، وقد انتشرت ما بين اسكتلندة والقسطنطينية، وأصبحت ضرورية لكل برج ولو كحلية زخرفية.

وقد أحضر الصليبيون معهم من الشرق علاوة على ما ذكر، عادة تغطية الأبراج بخوذات من الحجر كما هو مشاهد في «لارن» ببلجيكا «وروديلزبرج» في ألمانيا.

<<  <   >  >>