للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الميلادي ألا وهو الكندي، وقد انتقلت هذه الموسيقى العربية إلى أوربا في القرن الحادي عشر عن طريق المغنين المتجولين وسبايا الحرب من النساء الأندلسيات. أما نظرية القياس الموسيقى في المؤلفات الإسبانية العربية فقد غزت القطع الموسيقية اللاتينية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.

وقد ورثت أوربا فن الموسيقى عن العرب، كما ورثت أيضاً الزخرفة الموسيقية العربية التي نجدها في النغم، كما يلاحظ في الموسيقى تمسك العرب بالمبدأ الأفقي الموسيقى، وهكذا نفهم سر غرام العربي بالموسيقى الغنائية، كفن مصاحب للغناء أكثر منها كفن مستقل.

وتدين أوربا للعرب كذلك في آلاتها الموسيقية، بعد أن سبق أن أهدت بيزنطة إلى أوربا الأرغول والقانون وربما الجنك أيضاً.

واليوم عندما يستخدم قائد الفرقة الموسيقية عصاه عند عزف قطعة موسيقية فإن الآلات الموسيقية التي أمامه ما هي إلا آلات عربية أو بتعبير أدق انحدرت عن آلات عربية كثيراً ما استعملت لعزف مجموعة فنية جميلة رقيقة من الأنغام، وقد جاءت كثرة هذه الآلات العربية بعد اختبارها اختباراً دقيقاً عن طريق إسبانيا إلى أوربا، وما زالت محتفظة بأسمائها العربية فمن الآلات الوترية العود والقيثارة والطنبور والسنطير، كذلك الرباب والبوق والنار والمزمار والصاجات والنقارة وغيرها.

ثم نجد الفيلسوف الفارابي الذي كان عالماً كبيراً في النظريات الموسيقية، يخترع في النصف الأول من القرن العاشر الرباب والقانون، وقد مهدت الآلتان لاختراع البيان الأوربي. وعدا المخترعات الأخرى التي سجلها لنا التاريخ العربي للموسيقى نجد أيضاً «زرياب» الذي تركناه في قرطبة يجدد فيها تجديداً عظيماً، وهذا هو السبب الذي جعله يرفض العزف على عود إسحق بن إبراهيم الموصلي، ورجا الخليفة أن يسمح له بأن يعزف على عوده الخاص الذي زوده بوتر خامس ولحن على عوده ذي الأوتار الخمسة مقدمة له، وقد لقي ذلك إعجاب أمير المؤمنين وحسد معلمه.

<<  <   >  >>