للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العربي أثراً في الشعر الشعبي في «أومبريان» و «توسكانا» والبندقية. فمن الأوزان العربية نشأ الفن المعروف باسم «مدريجال» العلماني وحتى «لو رينسو ده مديشي» و «مكيافل» قالا الشعر في أوزان عربية.

وعلاوة على ذلك نجد العرب في صقلية يؤثرون في الأغاني الشعبية أثراً بليغاً ما زلنا حتى اليوم نجده في إيطاليا، كما أثر العرب في النوع المعروف باسم «سونيت» في شمال إيطاليا.

وحيث يقال الشعر في مختلف أجزاء الدولة العربية نجد اللغة العربية والأسلوب العربي كما هما عند البدو، لذلك كان العرب يرسلون أولادهم إلى البادية ليتلقنوا عليهم اللغة العربية الخالصة لغة الشعر الفصيح ولو أن أولئك العرب البدو قد خرجوا من بلادهم وانسابوا في العالم واختلطوا مع شعوب وأجناس أخرى، فإن الشعر العربي ظل محتفظاً بخصائصه ولغته في مختلف تلك الأقطار التي انتشر فيها العرب.

والشعر العربي شعر غنائي يعبر عادة عن مشاعر شخصية وانطباعات الشاعر نفسه فالقصيدة والحالة هذه عبارة عن عقد من اللآلئ، كما أن الغناء هو الفن السائد في الشعر كما هو الحال اليوم في أوربا، وكما أن الملحمة آخذة في الزوال تدريجياً.

واللغة تؤثر تأثيراً منتجاً سواء كانت نثراً أو شعراً، ومن هنا نجد الثروة اللغوية العربية غنية جداً، فقد يعبر البدوي أو المحارب عن أدق المعاني الإنسانية والمشاعر عن طريقها، بخلاف اللغة الألمانية فهي فقيرة في مفرداتها الموجودة تحت تصرف الشاعر الألماني، وهي المفردات التي يستخدمها عند وصف شيء بعينه من زواياه المختلفة، بينما نجد ساكن الصحراء بنظره الثاقب وقوة مشاهدته والصبر على التأمل، فضلاً عن صفاته التي يمتاز بها، ولو أنها في عالم الماديات تجعل عالمه محدوداً? يتسع هذا العالم أمام إدراكه التنبئي الذي يتميز به وجهه ونظرته التي تتجلى لنا من عينيه. كل هذه الخصائص تترك أثراً في الرمل وصرخة في الليل

<<  <   >  >>