للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذلك نجد الرومانيين يكتبون الأعداد حسب خاناتها أعني (١) = (١) و (X)+ ١٠ و (C) =(١٠٠) و (M) =(١٠٠٠) ثم نجد أنصافها (٧) = (٥) و (L) =٥٠ و (D) =(٥٠٠)، وهي تلتزم ترتيب العملة أعني الترتيب التنازلي فالعدد (٣٩٥٢) يكتبه الروماني هكذا: MMMDCCCCLII. فمن هذا العرض يتبين لنا أن الصيني كانت يكتب إلى جوار العدد قيمته العددية أي أنه من الآحاد أو العشرات أو المئات كما رأينا سابقًا، وقد استخدمت هذه الطريقة أوربا قبل أن تتمكن من الأعداد الهندية إذ نجد الهندي بخلاف الصيني والروماني يكتفي بالخانات فقط وهي تنطق بالقيمة العددية، وقد شارك الهنود في هذه الطريقة شعب «مايا».

وهذا العمل الجبار لم ينهض به فرد بعينه لأن بلوغ هذه المرحلة يتطلب ولا شك تطورا خطيرا يقطعه الشعب تطورا في الرياضيات حتى يصل بها إلى هذه المنزلة العالمية، ولا شك أن هذه الإمكانيات قد توافرت للشعب الهندي بعد أن أتت عليه مئات السنين، وليس معنى هذا أن الهند لم تمر بالمراحل الأولى مراحل الاستعانة بالعصى وجمعها، ومن ثم أخذت حوالي عام ٣٠٠ ق. م. تحول هذه الإشارات إلى أعداد وإن ظلت زمنا طويلا ملتزمة نوعًا بعينه من كتابة الخانات شأن الهند في ذلك شأن الصين. وحوالي القرن السادس الميلادي احتفظت الهند فقد بالأعداد الدالة على ١ - ٩، كما أوجدت نظام الخانات.

وتحدثنا المصادر التي بأيدينا أن هذه الأعداد الهندية قد شقت طريقها خارج حدود وطنها، ففي عام ٦٦٢ م نجد الراهب السرياني «سيفيروس سيفوخت» الذي كان رئيسا لأحد الأديرة وناظرًا على مدرسة عالية على الفرات يذكر في صدد الحديث عن الأعداد الهندية: أن أهم شيء في الحساب الهندي والذي يميزه على ما عداه في العالم الإشارات التسع: وهذا هو أول مدح قيل في الهند؛ فبواسطة هذه الإشارات الجديدة استطاع «سيفيروس» أن يؤدي عملياته الحسابية بطريقة جديدة، وهي استخدام صفوف من الإشارات تعبر عن أعداد لا نهاية لها إلا أنه كانت تنقصها إشارة خاصة للتعبير عن عدد بعينه فهذه الإشارات تدل على أعداد خاصة فقط؛ فمثلا العدد (٣٩٥٢) نجد فيه العدد (٢) يعبر عن (اثنين) بينما العدد (٥) يعبر

<<  <   >  >>