للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن (خمسين) والعدد (٩) هو (تسعمائة) والعدد (٣) يساوي (ثلاثة آلاف)، ولكن عند كتابة العدد (أربعمائة وثمانية) يجب أن توجد إشارة تبين خانة العشرات حتى لا يختلط العدد بالعدد (٤٨). وهنا أظهر الهنود، لسد هذه الخانة أو الإشارة إليها، عبقرية جبارة أثبتت كمال الأعداد الهندية. لقد أوجد الهندي ما يسمى بالدارة أو النقطة والتي تعرف في الهندية باسم «سونيا» أو «سونيا بندا» أي الفراغ، كما عبروا عن هذه الإشارة في الهندية أيضًا بكلمة «كها» ومعناها الثقب.

فهذه الدائرة (٥) تدل أصلا على النقص في نظام الخانات في الحساب الهندي، ثم بعد ذلك استخدمها الهنود في حسابتهم كعدد مستقل، لكن الراهب السرياني «سيفيروس»، ويعرف الدارة في هذا الاستعمال، ولا نعلم كيف استخدم هذا السرياني العدد الهندي بدون مساعدة الدارة.

وأول مرة شوهدت هذه الدارة في الكتابات الهندية كان عام ٤٠٠ م، وقد ذكر الفلكي الهندي «براهما جوبتا» والذي ولد عام ٥٩٨ م في رسالته المشهورة «سدهتنا» والتي وضعها وهو ابن ثلاثين عامًا، وقد عالج فيها النظام الفلكي فتحدث فيما تحدث عنه عن بعض قواعد الحساب والإشارات الخاصة بالأعداد التسعة، ثم ذكر الصفر كعدد خاص.

وفي عام ٧٧٣ م وفد على الخليفة المنصور (٧٥٤ - ٧٧٥ م) في بغداد فلكي هندي آخر يدعى «كنكاه».

ثم نجد الفلكي العربي المشهور بابن الآدمي يضع جدولًا يُعرف باسم «عقد اللآلئ»، وقد خدم شعبه خدمة جليلة. وقد ذكر أنه في عام ١٥٦ هـ حضر إلى المنصور رجل من الهند متضلع في نوع الحساب الذي كان سائدًا في الهند وقتذاك ويعرف باسم «سند هند»، وهو يتصل بحركات النجوم ومأخوذ عن كتاب «كارداجاز» الذي يحمل اسم الملك «فيجار» فأمر الخليفة المنصور بترجمة هذا الكتاب إلى العربية، واعتمادًا عليه يجب أن يؤلف آخر يعرف العرب حركات الكواكب، وأسند هذه المهمة إلى العالم محمد بن إبراهيم الفزاري الذي اعتمد على الكتاب الهندي اعتمادًا كبيرًا. أما كتاب «سند هند» فمعناه في اللغة الهندية «البقاء

<<  <   >  >>