للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخالد»، وكان هذا الكتاب مرجعًا هامًا لسائر علماء ذلك العصر حتى زمن الخليفة المأمون (٨١٣ - ٨٣٣ م).

وقد أعيد تأليف هذا الكتاب من جديد على يد محمد بن موسى الخوارزمي وقد استعان عند وضعه بالجداول المختلفة التي كانت متداولة في العالم الإسلامي، وقد قدر الفلكيون الذين استخدموا طريقة كتاب «سند هند» هذا الكتاب حق قدره ونشروه في أوسع الآفاق.

أما الكتاب الذي أحضره العالم الهندي إلى بغداد وأثار به إعجاب الخليفة، فهو «براهما جوبتاز سيدهنتا»، وقد نقل إلى العربية تحت اسم «سند هند» وانصرف العلماء إلى دراسته بنشاط وهمة، كما لقي رواجًا عظيمًا بين القراء، وأوحى بقيام دراسات فلكية مستقلة مبتكرة شجعها الخلفاء وناصروها.

وبفضل هذا الكتاب تعرف العرب إلى الأعداد الهندية. ففي عام ٧٠٦ م تجد الخليفة الوليد الأول. وقد امتد سلطان العرب في عصره حتى بلغ أسبانيا يصدر أمرًا بتحريم اليونانية في الدواوين وبخاصة في المالية، وقرر استخدام العربية مستثنيًا الأعداد فقط لعدم وجود ما يفضلها ويحل محلها إذ كان العرب قد رجوا وقتذاك على استخدام الأبجدية اليونانية للتعبير عن الأعداد. والذي حدث أن الأعداد الهندية أخذت في ذلك الوقت في الظهور فشقت طريقها إلى المجالات العلمية والحكومية والاقتصادية.

ولم يكن استبدال نظام بآخر من الأمور السهلة الميسرة. فإدراك قيم الخانات والصفر في الحساب من الأمور الهامة التي تتطلب كثيرًا من الجهد والعناية وبخاصة إذا كان النظام الجديد قد خلقته عقلية أجنبية لها تفكيرها الرياضي الخاص. ولكي ندرك مدى العناء الذي قاسته أوربا مثلًا يكفي أن نرجع إلى تاريخ دخول هذه الأعداد أوربا.

في الشرق العربي نجد عالمًا من خيرة العلماء يتولى تبسيط هذا الحساب الجديد إلى قراء العربية وبخاصة موظفي المصارف والتجار والمساحين، وهذا العالم هو

<<  <   >  >>